البرزاني والدولة الكردية

البرزاني والدولة الكردية

01 سبتمبر 2017
+ الخط -
لن يأتي رئيسٌ غير الرئيس مسعود البرزاني يستطيع إعلان استقلال كردستان في العراق، فما تعلّمه منذ حمله السلاح تحت ظل والده المُلا مصطفى البرزاني، الأب الروحي للشعب الكردي، من تضحية وحبّ للوطن والدفاع عن قضية شعبه، ترجمها في الواقع عبر بناء جيش قوي من البيشمركة بالتوازي مع دبلوماسيةٍ ناجحة على الصعيدين، الإقليمي والدولي.
ولعلّ قرار الاستفتاء الذي اتخذه الرئيس البرزاني كان لإنقاذ شعبه من الظلم والاستبداد ومواجهة مشاريع دول المنطقة التي تنفذها عبر مليشياتها لتحقيق هدفها، القائم أساساً، على إفراغ المنطقة من الشعب الكردي، وإنهاء القضية الكردية الخطرة في منظورهم السياسي، كونها تعتبر تهديداً لكياناتهم.
حاول البرزاني، بعد عدّة زيارات إلى بغداد، حلّ الأمور العالقة بين أربيل وبغداد (الطاقة والميزانية ورواتب الموظفين ..إلخ)، لكنّ محاولاته باءت بالفشل، وهذا سبب قوله في زيارته أخيرا لبغداد: "إذا لم نتوصل إلى حل مع بغداد فالاستفتاء هو الحل".
هذا الحل النهائي الذي يلوّح به البرزاني، جاء نتيجة فشل العراقيين في الانتقال إلى نظام ديموقراطي، بعد إطاحة نظام صدام حسين، أي منذ 14 عاماً، وفقدان الأمل بإصلاح النظام العراقي الحالي، بالإضافة إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي الطائفي، وهذا بحدّ ذاته يشكل خطراً مباشراً على سكان المنطقة بشكل عام، والمكوّن الكردي بشكل خاص.
صحيحٌ أنّ مؤامرات تحاك وتهديدات واضحة للعيان من دولتين إقليميتين، تركيا وإيران، على الرغم من أنّهما يتصارعان في سورية منذ سبع سنين، إلا أنّ خوفهم من المشروع الكردي دفعهم إلى الاجتماع والاتفاق على إفساد ما سوف يعلنه البرزاني بعد أيام.
الاتفاق بين تركيا وإيران وتوثيق التعاون العسكري بينهما هو إعلان حرب على الاستفتاء، سيّما وأنّ إيران صرّحت أنّها لن تسمح بالاستفتاء، وتركيا أعلنت عدم سماحها لقيام أي كيان على حدودها، غير أنّ الأمر حسم باتفاق وتفاهم بين البرزاني والولايات المتحدة الأميركية.
يئس الشعب الكردي، وتعب من كثرة المؤامرات ضدّه، وها هو يطلب من الرئيس مسعود البرزاني إعلان الاستقلال، لأنّ الكرد على يقين تام بأنّ البرزاني وحده من يستطيع المضي بهذه الخطوة، وإن لم يفعلها فلن يفعلها أحد بعده.
BB4DA1CC-67A4-484E-8920-5ED7F35FE3D8
BB4DA1CC-67A4-484E-8920-5ED7F35FE3D8
كجال درويش (سورية)
كجال درويش (سورية)