الجزائر- طهران: مصالح اقتصادية برائحة السياسة

الجزائر- طهران: مصالح اقتصادية برائحة السياسة

19 مايو 2016
صناعة السيارات الإيرانية في طريقها إلى الجزائر (Getty)
+ الخط -



تعيش العلاقات بين الجزائر وطهران تقارباً غير مسبوق خاصة في الشق الاقتصادي، تُوج بالتوقيع على 15 اتفاق شراكة وتعاون بين الطرفين خلال منتدى الأعمال الثاني الذي احتضنته إيران اليومين الماضيين.
وكان لقطاع صناعة السيارات حصة الأسد، حيث تم التوقيع على عشر اتفاقيات في المجال، تسمح لصانع السيارات الإيراني "سايبا" بدخول السوق الجزائرية، وإنشاء مركب لتجميع السيارات يضم حوالي 15 مصنعاً غرب الجزائر، تقدر كلفته بحوالى 300 مليون دولار.
كما ستحل العلامة الإيرانية الأخرى "خودرو" بالجزائر، بموجب اتفاق شراكة، يتم من خلاله إنشاء وحدتين لتجميع السيارات.

ويأتي منتدى الأعمال الجزائري الإيراني الثاني، بعد خمسة أشهر من زيارة النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، والتي هاجم فيها "دولاً إسلامية" بحياكة مؤامرة ضد الدول المصدرة للنفط، وهي الزيارة التي اعتبرها الكثير "شهادة ميلاد" جديدة لمحور طهران-الجزائر، خاصة وأنها تزامنت مع رفض الجزائر الانخراط في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي اقترحته السعودية، ما أحدث ربطاً بين الزيارة الإيرانية والموقف الجزائري.

ويرى المراقب الاقتصادي الجزائري، نبيل بوجمعة، أن الورقة البيضاء التي قدمتها طهران للجزائر هي ما سهلت هذا التقارب، فإيران لا تربط شراكتها مع الجزائر بقيود مثلما تفعل دول أخرى.
ويضيف بوجمعة لـ "العربي الجديد" أن إيران مثلاً قبلت الدخول بـ 25% في مجمع "سايبا الجزائر" وهو شيء رفضه قبلها الفرنسيون في مصنع "رونو الجزائر" أو العملاق الهندي "ارسلور ميتال".
من جانبه، يرجح أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر، نور الدين سمعاني، أن "خروج إيران من قفص الحصار الاقتصادي بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الغرب، سيعود بالفائدة على الجزائر، لأن مصالح البلدين تتقاطع الآن".

ويجمع الكثير من المتتبعين للعلاقات الجزائرية الإيرانية أن التقارب الحاصل اليوم في المجال الاقتصادي يصعب تحييده عن الشق السياسي، بحكم أن الثاني يؤثر على الأول، وهو رأي الإعلامي والباحث في الشؤون المغاربية، إبراهيم الهواري، الذي يشير في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أن محور السياسة والاقتصاد بين البلدين متجانس منذ زمن "عدم الانحياز"، حيث بقيت الجزائر وفية للمعسكر الشرقي الذي تقوده روسيا حالياً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ". وحسب إبراهيم الهوراي "الجزائر لن تجد مخرجاً دولياً بعد فتور العلاقات بينها وبين بعض دول الخليج سوى بالتقارب مع إيران".




المساهمون