الحريديم: انتماء لإسرائيل يقابله انعدام الثقة بمؤسساتها

الحريديم: انتماء لإسرائيل يقابله انعدام الثقة بمؤسساتها

18 يوليو 2020
عبرت الأغلبية المطلقة من الحريديم عن مواقف عنصرية متطرفة(جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -

أظهر استطلاع للرأي العام أجري في إسرائيل أن أتباع التيار الديني الحريدي يشعرون بانتمائهم إلى إسرائيل، غير أنهم يتبنون اتجاهات متناقضة إزاء الدولة ومؤسساتها، كما يتبنون مواقف عنصرية بالغة التطرف إزاء العرب ومن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وحسب الاستطلاع الذي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، فإن 70% من الحريديم يشعرون بانتمائهم لإسرائيل، و79% يرون أنها المكان الأفضل الذي يمكن أن يعيش فيه الحريدي، في حين قال 58% إنه بالإمكان ممارسة نمط حياة حريدي فيها.

ويبدو من نتائج الاستطلاع، التي نشرتها "هآرتس" أن الحريديم يعون أن نفوذهم قد تعاظم بفعل مشاركة أحزابهم في الحكومات المتعاقبة، إذ قال 71% إنهم يمثلون جزءا من مجموعة قوية داخل إسرائيل.

وفي المقابل، قال 93% من الحريديم إنهم لا يثقون بالمحكمة العليا مقابل 80% لا يثقون بالكنيست والشرطة.

وترفض أغلبية الحريديم المطلقة منح الكنيست الحق في إصدار قرارات بشأن الصراع مع الفلسطينيين، حيث رفض 71% منح الكنيست الحق في إصدار قرارات بشأن إخلاء مستوطنات في إطار تسوية سياسية للصراع؛ في حين يرى 94% منهم أنه ليس من حق الكنيست إصدار قرارات بحظر الفصل بين الجنسين في الاحتفالات التي تنظم داخل التجمعات السكانية الحريدية، و91% يرون أنه ليس من حقها البت في قضية تجنيد طلاب المدارس الدينية للخدمة العسكرية.

ترفض أغلبية الحريديم المطلقة منح الكنيست الحق في إصدار قرارات بشأن الصراع مع الفلسطينيين

 

وترى أغلبية الحريديم (51%) أنه يتوجب أن يحتكر الحاخامات وحدهم أو بالتعاون مع النخبة السياسية عملية صنع القرارات في الدولة المتعلقة بالسياسة الخارجية و57% بالقرارات المتعلقة بالقضايا الاقتصادية، و91% المتعلقة بالعلاقة بين الدين والدولة.

وعبرت الأغلبية المطلقة من الحريديم عن مواقف عنصرية متطرفة، حيث رفض 76% منهم منح غير اليهود في إسرائيل حقوقا مساوية للحقوق التي يتمتع بها اليهود، في حين يرى 65% منهم وجوب عدم منح موازنات متساوية للتجمعات السكانية اليهودية والعربية داخل إسرائيل.

وحسب الاستطلاع فإن النساء الحريديات يتبنين مواقف أكثر عنصرية وتطرفا تجاه العرب مقارنة بالرجال الحريديم.

كما قال 92% من الحريديم إنهم يرفضون العيش بجوار عائلات عربية و87.5% يرفضون العيش بجوار عائلات مهاجرة من الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي؛ في حين رأى 58% منهم أن العيش بجوار عائلات علمانية يضر بهم.

ودل الاستطلاع على أن أكثر من 77% من الحريديم يرون أن بناء صداقات مع اليهود الذين هاجروا من الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي ضارة و76% تبنى الموقف نفسه من الصداقة مع العرب.

وأظهر  أن 49% من الحريديم يرفضون منح المرأة الحريدية دورا في إدارة الشؤون الحياتية للمجتمع الحريدي، مقابل 48% يؤيدون.

النساء الحريديات يتبنين مواقف أكثر عنصرية وتطرفاً تجاه العرب مقارنة بالرجال الحريديم

 

ولفت معدو الاستطلاع إلى أن الفروقات في مستوى التدين والتباينات العرقية لدى التيار الحريدي تلعب دورا في إملاء الموقف من مسألة الانتماء للدولة، حيث أن ثلثي ما يعرف بـ "الحريديم العصريين" يشعرون بالانتماء للدولة مقابل 47% من الحريديم المحافظين، في حين أن الحريديم الشرقيين يشعرون بالانتماء أكثر من التيارات الحريدية الأخرى.

وتبين أن اندماج الحريديم في سوق العمل قلص من توجهاتهم الانعزالية، حيث أظهر الاستطلاع أن حوالي 46% من الحريديم الذين يعملون إلى جانب العلمانيين يرون أن ما يعرف بـ "يوم الاستقلال" يمثل يوم عيد بالنسبة لهم، في حين أن حوالي 19% من الحريديم الذين يعلمون مع حريديم فقط يشعرون بذلك.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

الحريديم والدولة

وحسب البرفسور يديديا شطيرن، الذي شارك في إجراء الاستطلاع فإن تعبير الحريديم، كما أظهرت نتائج الاستطلاع، عن مواقفهم إزاء الكيفية التي يتوجب أن تدار بها الدولة يدل على أنهم باتوا يرون أنهم جزءا منها.

واستدرك شطيرن أن الاستطلاع دل على أن الحريديم يمرون بعملية "إسرلة مجزأة"، إذ إنهم في الوقت الذي يعبرون فيه عن انتمائهم للدولة ويتضامنون معها إلا أنهم في المقابل، يرون أنفسهم خارج الإطار للدولة، كما يعكس ذلك انعدام الثقة بمؤسساتها وتأييدهم أن يتم منح الحاخامات الحق في احتكار عملية صنع القرار و"كفرهم" بصلاحيات البرلمان ورفضهم لـ "القيم الليبرالية".

ولفت إلى أن هناك صراعا يتواصل داخل المجتمع الحريدي بشأن مسألة الاندماج في الدولة، حيث قدر أن جزءا كبيرا من الحريديم قرر بالفعل الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.

ورجح شطيرن أن يكون انتشار وباء كورونا وتعاظم استخدام الإنترنت قد عزز وتيرة أسرلة الوجود الحريدي، مستدركا أن التجربة في الصين وفي مناطق أخرى أظهرت أن الإنترنت والتغييرات التكنولوجية لا تضمن بالضرورة تبني القيم الليبرالية.

من ناحيتها قالت البروفسور تمار هرمان، التي شاركت أيضا في إجراء الاستطلاع، أن موقف الحريديم من مؤسسات الدولة وتحديدا المحكمة العليا "كارثيا"، مشيرة إلى أن خطورته تتعاظم بتعاظم تمثيل الحريديم السكاني.