العراق: تحذيرات من تصاعد ظاهرة الاغتيالات بكركوك
وأكد مصدر أمني محلي أن قوة من الشرطة العراقية انتشرت في عدد من مناطق كركوك ولا سيما الشمالية منها للبحث عن مشتبه بهم ومتورطين بحوادث قتل شهدتها المدينة أخيراً، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن القوة فتشت عدداً من المنازل بحثاً عن مطلوبين.
ولفت إلى تلقي عناصر الشرطة أوامر بتكثيف دورياتهم خلال الليل في محاولة للحد من حركة عناصر العصابات المسلحة التي غالباً ما تنفذ جرائمها بعد منتصف الليل، مبيناً أن الفوضى الأمنية التي تشهدها كركوك منذ أشهر تتطلب جهداً استخبارياً أكبر، ومضاعفة للجهود الأمنية.
إلى ذلك، اتهم عضو البرلمان العراقي عن المكون التركماني جاسم محمد جعفر، جهات سياسية بالوقوف وراء اغتيال أستاذ جامعي من القومية التركمانية، أمس الثلاثاء، مطالباً خلال تصريح صحافي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بتشكيل لجنة للتحقيق في عملية الاغتيال.
وأضاف أن "هناك جهات سياسية تقف خلف حادثة اغتيال الأستاذ الجامعي التركماني علي الماس، يوم أمس، وسط كركوك"، لافتاً إلى وجود أطراف لا تريد الاستقرار لكركوك.
وأشار إلى أن بعض الجهات شكلت لجانا وعصابات لاغتيال الكفاءات، مبينا أن هذه الجماعات تعمل ليل نهار لخلق البلبلة والشغب من أجل تخويف الناس ونشر الهلع في قلوبهم.
وشدد على ضرورة قيام الحكومة العراقية بالتحقيق في عمليات الاغتيال الأخرى التي طاولت التركمان والعرب والكشف عن أسماء المتورطين بها أمام الرأي العام، مطالبا الكفاءات باليقظة والحذر من العصابات أثناء التجوال في الساحات العامة والشوارع، وخصوصاً في هذه الأيام إلى أن يحين موعد الانتخابات.
وفي السياق، قال عضو تحالف القوى محمد عبد الله، إن ظاهرة الاغتيالات تتصاعد بشكل خطير في كركوك وسط صمت من قبل الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود خشية من تصاعد هذه الجرائم كلما اقترب موعد الانتخابات.
وأضاف "الجميع يعترف بوجود خلافات وصراعات في كركوك، لكن هذه الخلافات يجب أن لا تصل إلى حد الاغتيالات والتصفيات"، مبينا أن الوضع يتفاقم بشكل كبير هناك ويتطلب وقفة حكومية جادة لإنهاء الأزمة التي يذهب ضحيتها مدنيون أبرياء كل يوم.
يشار إلى أن كركوك تشهد منذ دخول القوات العراقية إليها وانسحاب قوات "البشمركة" الكردية منها في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي صراعاً قومياً حاداً بين الأكراد الذين فقدوا نفوذهم فيها من جهة، والعرب والتركمان الذين يتهمون الأحزاب الكردية بإقصائهم خلال السنوات الماضية من جهة أخرى.