المغرب حزين على رحيل "البدوي" محمد بسطاوي

غيّب المرض، اليوم، أحد أكبر الممثلين المغاربة في العقد الأخير، محمد بسطاوي، بعد أن وافته المنية صباحاً في المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط، عن 60 عاماً، مرّت دون أن يظهر تأثير العمر على حيويته ونشاطه الفنيّ. بل عاش سنواته الأخيرة كأيّ ممثل شاب.

وقالت الفنانة سعاد النجار، زوجة بسطاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ زوجها "توفي بعد مرض لم ينفع معه علاج، فوافته المنية رغم خضوعه للتنفّس الاصطناعي، فقد كان القدر أسرع من أيّ تدخل طبيّ عاجل".

وأردفت النجار أنّها كانت قبل أيّام قليلة تأمل خيراً، بعدما استرجع زوجها شيئاً من عافيته، بعد إجرائه عملية جراحية في المستشفى الذي دخله منذ شهر تقريباً: "لكن سرعان ما تدهورت صحّته من جديد بشكل متسارع، ليفارق الحياة بشكل صدم الجميع".

وفور تناقل وسائل الإعلام المغربية خبر انتقال بسطاوي إلى ذمّة الله، امتلأت جنبات المستشفى العسكري بالعديد من زملائه الفنانين، الذين جاوروه واشتغلوا معه في العديد من الأعمال والمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. وساد النحيب والبكاء المكان.

بدت معالم الحزن الشديد والصدمة على محيَّا العديد من الممثلين المغاربة، الذين سارعوا للحضور إلى المستشفى من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل، فيما انخرط بعضهم في بكاء طويل، واختار آخرون الاستغراق في صمت جنائزي مهيب.

"الصدمة كانت قويّة على نفوسنا، فالرجل رحل على حين غرّة، فقد كنّا نأمل في أن يستعيد صحّته كما في مرّات سابقة، لكنّ يد المنون كانت الأسبق إليه"، قال لـ"العربي الجديد" الممثل محمد خيي، أحد رفاق بسطاوي على درب التمثيل في المغرب.

واشتهر بسطاوي في أدواره التمثيلية حيث يتقمّص دور البدوي. فبرع في تقمّصه بشكل كبير، لكنّه تفوّق أيضاً في أدوار الموظّف ورجل الأعمال والمحتال، كما نجح في "السيتكوم"، رغم أنّها لم تلقَ النجاح والرضا نفسه لدى جمهوره الواسع.

ويتذكر الجمهور المغربي أدواره الباهرة، خصوصاً في مسلسلات تلفزيونية ظلّت عالقة في أذهان الكثيرين منهم، خصوصاً مسلسل "وجع التراب" و"دواير الزمان" و"علال القلدة"، وغيرها، فضلاً عن أدواره في أفلام أبرزها "أيادٍ خشنة" لمحمد العسلي، وفيلم "الصوت الخفي" للمخرج كمال كمال، الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان الفيلم الوطني بطنجة.