الوصول إلى المنعطف

الوصول إلى المنعطف

25 سبتمبر 2017
سيف وانلي/ مصر
+ الخط -

أولو العزم من العطشى قادرون في منتصف الأسبوع
على إزاحة مُدُنٍ -مات سُقاتها- عن أكتافهم
ليفرّوا تجاه الماء خفافًا
كأن الهواء يحملهم
لا يكادون يشعرون بملابسهم
يروحون
قبل أن يجفَّ طينُهم تمامًا
فينكسرون


■ ■ ■


رفقة اللاشيء تختلف عن الشعور بالوحدة، وهي بيئة صالحة، حد النموذجية، لنمو بكتيريا القلق وتكاثرها، لتكرار الأخطاء في سمترية، تجعلني أتحسّس هلعًا ينتابني وينخر أفكاري مثل السوس من انقطاع مبكر للدورة الشهرية، تجبرني على التعامل مع غبائي كحتمية، وتصالحني في الآخر، على فكرة أنني مازلت، حتى لحظة كتابة هذه القصيدة، أعرف رجالاً من برج العذراء ولا يرتدون ساعة يد، متجاهلة حقيقة أن الرجال المولودين في برج العذراء ولا يرتدون ساعة يد غير جديرين بالثقة، وأن الرجال المولودين في كل الأبراج، ولا يرتدون ساعة يد، يخونون نساءهم بلا مبرر سوى الملل، وغير جديرين بالثقة أيضًا.

في رفقة اللاشيء أخفض الصوت، وأحيانًا أحوّل الدنيا إلى وضع الصامت، في هذه الحال فقط الصمت مقيت. الفرجة في استمتاع على سرب نمل، خارج من الرمل تحت البلاط، متجولاً في البيت كأنه صاحبه وهم، الفرجة وهم والاستمتاع والنمل.

في رفقة اللاشيء أحتار، وعندما أحتار، لا يعنيني كثيرًا أن غيري يشعر بما أشعر، ويجلس على كرسي شبيه بهذا الكرسي، في مكان شبيه بهذا المكان، يسأل أسئلة شبيهة، ويعاني صداعًا نصفيًا شبيهًا، لا يعنيني حتى أن غيري هذا ربما يكون أنا أصلاً.

تعنيني فقط هذه الأسئلة؛ ألا تغضب السماء من قدرة الطائرات الورقية على الصعود إلى الأعالي، وترى في ذلك تعديًا على سطوتها، ألا يشعر النهر بالغيظ من قدرة مراكب القش الرقيقة على العوم، ألم تعاقب ليلى مراد نفسها على أنها أحبت حسين صدقي في أكثر من فيلم، وغنت له أكثر من أغنية؟

هذه أسئلة منفية، وستكون الإجابة عليها: بلى، إلا السؤال الأخير، لماذا يحتضن العازفون آلاتهم كأنها أمهاتهم!


■ ■ ■


الوصول إلى المنعطف،
لا يعني، مثلما ظننت طول عمري،
أنني قطعت أكثر من نصف الطريق،
مع ذلك، سأستمر في الجلوس قرب الباب،
حتى لو ترك ذلك انطباعًا بالرغبة في الهرب،
أو بالانتظار،
أعلم أن ترك الشبابيك مفتوحة في الشتاء،
قد يسبب الأمراض الصدرية،
يجلب نورًا وجزءًا من صورة الأفق،
وهي غنيمة يعتد بها،
إن حدث وصادفتُ شارعًا مزدوجًا،
وأنا أصادف شوارع مزدوجة كثيرًا في القاهرة،
سأختار المشي حيث العربات في مواجهتي،
لتأمين ظهري،
لن أذهب أبدًا مع الطريق إلى الوجهة ذاتها.

دلالات

المساهمون