توليسو وغنابري فقط البداية..ما ينقص بايرن من أجل الثلاثية

توليسو وغنابري فقط البداية.. ما ينقص بايرن من أجل الثلاثية

18 يونيو 2017
بايرن ميونخ بطل الدوري الألماني (Getty)
+ الخط -

حقق بايرن ميونخ بطولة الدوري الألماني تحت قيادة أنشيلوتي، لكنه خرج في الكأس ضد بروسيا دورتموند، ونال هزيمة مزدوجة أمام ريال مدريد في دوري الأبطال، لينتهي الموسم بشكل سيئ على مستوى الأداء والألقاب، خصوصا أن جمهور الفريق ينتظر أكثر من التتويج بالبوندسليغا. وعلت أصوات الانتقادات هذا الموسم بسبب معدل أعمار اللاعبين، واعتماد الإيطالي كارلو على مجموعة معينة في معظم المباريات، ما جعل الإدارة تتحرك بطريقة جدية خلال الميركاتو الحالي، وتحسم سريعا مجموعة من الصفقات مع أمل بخطف نجم آرسنال سانشيز في الوقت المناسب.

مشاكل البافاري
عانى البايرن بشدة من ارتفاع سن معظم نجومه، تشابي ألونسو، روبين، وفرانك ريبيري، كلهم فوق الثلاثين، وبالتالي من الصعب اللعب بنسق قوي طوال تسعين دقيقة في مثل هذه المباريات السريعة. هكذا وقع الفريق في المحظور ضد الميرنغي ذهابا وإيابا، - مع الطردين بكل تأكيد -بسبب انخفاض لياقة ريبيري وضعف ارتداده الدفاعي، مع كبر سن لاعب المحور أيضا وحاجته إلى وجود داعم مستمر بجواره في التغطية، لتبدأ الفراغات في الظهور في مناطق أسفل الأطراف وداخل صندوق العمليات أمام مرمى نوير.

وبعد قرار الثنائي لام وألونسو بالاعتزال، احتاج حامل لقب الدوري الألماني إلى تدعيمات جديدة، خصوصا في المراكز التي تحتاج لطاقة بدنية قوية كالجناح والارتكاز الدفاعي، ليتحرك النادي سريعا نحو كل من سيرجي غنابري وكورينتين توليسو، من أجل إضافة عنصر الحيوية إلى العناصر الرئيسية، وحفاظ أنشيلوتي على طريقة لعبه المفضلة، بالجمع بين 4-3-3 و4-2-3-1 و4-4-2 وفق ظروف كل مباراة وإمكانات المنافسين.

يعرف كارلو جيدا صعوبة إيجاد لاعب بنفس مواصفات ألونسو على مستوى التمركز والتمرير، لكنه في المقابل يملك لاعب وسط متكاملاً بقيمة تياغو ألكانتارا، يجيد الصعود للأمام مع العودة لدائرة المنتصف للحيازة، كذلك أرتورو فيدال المميز في الجمع بين المهام الدفاعية والهجومية على حد سواء، بالإضافة لاستغلال الفراغات في القنوات الدفاعية، لاستغلال قوته في التسديد مع براعته في ألعاب الهواء لمساندة زملائه، أمام الدفاعات المتكتلة. وعلى الرغم من وجود عناصر أخرى مميزة في الوسط كريناتو سانشيز وكيميتش، إلا أن البافاري احتاج إلى دعم إضافي في المركز 6 بالملعب، داخل المنطقة بين خط الدفاع ونجوم الثلث الأخير.

صخرة ليون
قدم كورينتين توليسو موسما خياليا مع ليون، ونجح اللاعب الشاب في خطف أنظار متابعي الدوري الفرنسي سريعا، بتقدمه بضع خطوات إلى الأمام ولعبه كارتكاز مساند هجومي في خطة لعب فريقه 4-2-3-1، بعد أن لعب فترة طويلة كلاعب وسط صريح وارتكاز دفاعي بالسنوات السابقة. وساهم توليسو في 11 هدفاً لناديه بالدوري عن بتسجيله 7 وصناعته 4، مع حماية تامة من زميله ماكسيم جونالونس أمام رباعي الدفاع، ليتقدم باستمرار بجوار صانع اللعب نبيل فقير، لخلق أكبر قدر من الفرص للمهاجم الصريح ألكسندر لاكازيت.

توليسو لاعب قوي وسريع وصاحب مجهود بدني وافر، يملك نسبة تمرير جيدة مقارنة بأقرانه، مع لمسة فنية مميزة تجعله أقرب لصناع اللعب والمهاجمين، لذلك سجل أهدافا حاسمة مع ليون في مختلف المسابقات. ومع التفوق الهجومي الواضح رقمياً وإحصائياً، يتمتع لاعب بايرن الجديد بقدرات دفاعية ممتازة، من خلال نجاحه في قطع الكرات وافتكاكها قبل المرور إلى نصف ملعبه، ومساهمته في تطبيق الضغط العكسي السريع بكسر الهجمة بالقرب من مرمى الخصم، وتنفيذ المرتدة الخاطفة بأقل عدد ممكن من التمريرات.

يمكن القول إن توليسو هو النسخة الفرنسية لما يعرف بالـ "بوكس تو بوكس"، أي لاعب الوسط المميز دفاعيا وهجوميا، مع تصنيفه أيضا كارتكاز متكامل يمكنه ملأ الفراغات حول دائرة المنتصف، لذلك يستطيع أنشيلوتي وضعه بين كل من فيدال وتياغو في خطة 4-3-3، أو اللعب به كشريك أساسي بجوار فيدال في خطة لعب 4-2-3-1، كثنائي محوري أمام خط الدفاع وخلف صانع اللعب ألكانتارا في المركز 10 بالملعب، لحماية مرمى بايرن أولاً ومن ثم إعطاء الحرية الكاملة لنجوم الهجوم بعيداً عن تعقيد الواجبات الدفاعية.

هدية آرسنال
شارك فرانك ريبيري في 22 مباراة بالدوري فقط وغاب عن البقية، بينما كان لروبين حظ أفضل بلعبه 26 مباراة محلية، أما دوغلاس كوستا فلم يلعب كثيرا هذا الموسم بسبب عدم اقتناع أنشيلوتي به، رفقة زميله الفرنسي الشاب كومان، ليفقد ممثل الأليانز أرينا أهم نقاط ضعفه المرتبطة بالهجوم من مناطق أسفل الأطراف، نتيجة إصابة العناصر الأساسية وعدم قدرتها على المنافسة في ثلاث بطولات بنفس النسق، مع غياب البديل القوي الفعال في لحظات الحسم، لذلك تعاقدت الإدارة سريعا مع سيرجي غنابري.

يعرف الجمهور الإنكليزي غنابري جيدا بعد بدايته المميزة مع آرسنال، وعانى اللاعب الصغير من بعض الإصابات التي أبعدته عن التشكيلة، ليذهب إلى ويست بروميتش على سبيل الإعارة ويفقد وتيرة اللعب تماما، ليتم إجباره على العودة إلى بلده ألمانيا من أجل اللعب مع بريمن، وهنا انفجرت مواهب الصغير من جديد، ليصبح أحد نجوم البطولة في السنة الماضية، مع لعبه أساسيا في بعض المباريات ومشاركته كورقة رابحة خلال الشوط الثاني قبل نهاية الموسم.

غنابري جناح سريع ومهاري، يجيد بشدة اللعب على الخط الجانبي من الملعب، مع تفوق واضح في موقف 1 ضد 1، من خلال هزيمة المدافعين مستخدما عامل المراوغة، وقطعه المفاجئ من الطرف إلى عمق منطقة الجزاء، ليسجل 11 هدفاً في 27 مباراة مع بريمن، وبالتالي سيكون سلاحا فتاكا لكارلو. يستطيع التمركز كجناح صريح في خطة 4-2-3-1، كذلك يمكنه اللعب كمهاجم إضافي خلف ليفاندوفيسكي في حالة التحول إلى 4-4-2، وكلما زادت الخيارات أمام الطاقم الفني كان الفوز أقرب من أي وقت آخر.

الجبهة اليمنى
يعتبر أنشيلوتي من المدربين أصحاب الوجهة البسيطة والسهلة في اللعبة، لا يميل إلى التعقيد ولا يفكر كثيرا في وضع لاعب بغير مركزه، وبعد قرار لام الصادم بالاعتزال، لم تعد البدائل عديدة أمام المدرب، فالبديل الوحيد الجاهز هو رافينيا، لكن هناك خياراً جديداً يستحق المغامرة، إنه جوشوا كيميتش الذي وضعه غوارديولا في أكثر من مركز، لدرجة مشاركته أساسيا رفقة المانشافت الألماني في مركز الظهير الأيمن خلال يورو 2016.

يمكن لكيميتش اللعب أساسيا في هذا المركز كبديل للام، بسبب جرأته في الصعود للهجوم وخلفيته الدفاعية السابقة كلاعب ارتكاز وقلب دفاع في بعض المباريات، وبالتالي يستطيع البدء في مباريات بايرن على اليمين بجوار ثلاثي الدفاع. وفي حالة اتخاذ قرارا مغايرا بالتعاقد مع لاعب جديد في هذه الخانة، هناك خيارات محدودة نظرا للنقص الشديد في مختلف الأندية، ليشتعل الصراع على والكر ظهير توتنهام من جانب السيتي والبايرن وعدة أندية أخرى.

يوجد أيضا خيار آخر مميز وأقل قيمة سوقية، ريكاردو بيريرا نجم البرتغال الشاب الذي لعب مع نيس بنظام الإعارة، ويمتاز بالسرعة والمهارة والقدرة على شغل مركزي الظهير والجناح على اليمين. وتشير آخر الأخبار القادمة من ألمانيا أن بايرن ميونخ يراقب موقف اللاعب عن قرب، في انتظار عملية الحسم من أجل التفرغ للصفقة الحلم في الهجوم، ولا يوجد غير سانشيز حتى هذه اللحظة.

المساهمون