خطوة فارقة في ذكرى الثورة المصرية

خطوة فارقة في ذكرى الثورة المصرية

27 يناير 2015
+ الخط -

لا يختلف أي مراقب ومحلل سياسي على أن يوم 25 يناير/كانون الثاني2015 يوم ثوري بامتياز، من كل جوانبه، سواء من حيث الأسباب الداعية له، أو من حيث أحداث اليوم نفسها، أو من حيث النتائج المترتبة على أحداثه.
فدواعي الاحتشاد لهذا اليوم نفسها دواعي الاحتشاد لـ 25 يناير/كانون الثاني2011 ، من مطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بيد أن الشعب، هذه المرة، أكثر وعياً وادراكاً بأبعاد النظام الذي يثور عليه، والتي تمثل دولة الضباط والعسكر ركنه الركين، ومحوره الذي تلتف حوله باقي المؤسسات.
ولا شك في أن غباء دولة القمع وسوء إدارتها مقاليد الأمور في الدولة، كانا العاملين الأساسيين لتجدد مصطلحات الوحدة بين الصفوف الثورية، خصوصاً بعد ظهور التسريبات، التي تشي بمدى قمعية السلطة الحاكمة في مصر الآن، وكأن كل عضو في أية مؤسسة، أو هيئة، في الدولة، لا يعدو كونه سكرتيرا للعسكري، الذي يلقنه الأوامر، أيًا كانت رتبته.
قتل سندس رضا، إخوانية التوجه، يوم الجمعة، ثم قتل شيماء الصباغ، يسارية الفكر، يوم السبت، كانا أبرز تداعيات الوحدة، لأن الخصم واحد ويستهدف الجميع، ولا يفرق بين هذا وذاك في التعامل، فللكل نصيبه من القمع أو الاعتقال أو القتل!
ثم هو يوم ثوري، من حيث أحداثه الكثيرة والمتنوعة، فحسب التقارير الإعلامية، تجاوز عدد الفاعليات الثلاثمائة، بامتداد جغرافي في جميع أنحاء الجمهورية، وعلى امتداد زمني، من فجر اليوم إلى منتصف ليله.
هذا غير الصمود الأسطوري، الذي سجله أبطال المطرية طوال يوم الأحد، والعمليات النوعية التي تندرج في إطار السلمية المبدعة، التي ينتهجها مناهضو الانقلاب العسكري، وتبدأ من الهتاف، وتنتهي بما تحت الرصاص الحي، مما أورث توجسا وخوفا ظاهرا في صفوف قوات الشرطة، فرأيناها، في أحيان، تحتمي بالقوات المسلحة، وتارة تترك بعض المسيرات من دون أن تقترب منها.
هذا اليوم، بدوافعه المستمرة وأهدافه التي لم تتحقق بعد، لا يعدو كونه حلقة في سلسلة ثورة الشعب المصري، لنيل حريته وكرامته، غير أنه يوم مميز، لأنه يُعتبر نموذجا لأيام الثورة، كما ينبغي أن تكون.
أما نتائج اليوم الثورية فهي تتبلور في استعادة ثقة الشباب بأنفسهم، وبقدرتهم على الإبداع والتنفيذ والتحرك، بما يحقق مطالبهم، كما أنه فتح مجالاً للفرقاء أن يجتمعوا في الميدان الذي فيه مصلحة الجميع والوطن قبلهم، بعد أن فرقتهم موائد السياسة، التي هي مجلس انتزاع كل فرد حقه من دون التفات إلى أشقائه.

32C28B34-F62F-4803-B2F5-AA8B5E66EEA2
32C28B34-F62F-4803-B2F5-AA8B5E66EEA2
إسلام فتحي (مصر)
إسلام فتحي (مصر)