دراويش بالأخضر... ما عليك مشاهدته من "نوبة" السودان

دراويش برداء أخضر... ما عليك مشاهدته من "نوبة" صوفيي السودان

29 يونيو 2018
+ الخط -
بجلباب أخضر ومسبحة حول عنقه، كان السبعيني السوداني يدور حول نفسه متخذا من عصاه المصنوعة من الخيرزان مركزا لدائرة تتسع لمئات يرددون بصوت واحد ومنسجم "الله الله الله.."، في مشهد هو مبتدأ "النوبة"، أشهر طقوس الطرق الصوفية بالسودان.

في مجتمع تدين أكثريته بالولاء للطرق الصوفية، فإن "النوبة"، وهو الاسم الشعبي الذي يطلق على حلقات الذكر، تعدّ من أبرز معالم التراث الصوفي، ويحرص أتباع هذه الطرق على التجمع في مكان بعينه قبل غروب شمس الجمعة من كلّ أسبوع لتلاوة أورادهم.

في ضريح الشيخ حمد النيل، أحد أشهر شيوخ الطريقة القادرية، والذي عاش في القرن التاسع عشر، تحتفظ "النوبة" بألق خاص بسبب مئات المحتشدين أسبوعيا لإحياء طقسهم بجوار مرقد شيخهم الواقع في مدينة أم درمان، غرب العاصمة الخرطوم.

تبدأ "النوبة" عادة بعد صلاة العصر، وتنتهي برفع أذان المغرب، وفيها يصطف أتباع الطريقة على شكل دائرة، وهم يرتدون جلالبيبهم المميزة باللون الأخضر، ويقومون بتلاوة أذكارهم وترديد الأناشيد التي تمجد النبي ومشايخ طريقتهم.
ولا يقتصر حضور النوبة على الرجال، بل يمتد إلى النساء والأطفال الذين يصطفون على مقربة من الحلقة الرئيسية التي يشكلها الرجال، ليرددوا الأوراد ذاتها.

وخلال هذا الطقس يبرز "الدراويش"، وهم المنقطعون للعبادة كليا خلافا لبقية أتباع الطريقة، ويتولون ضرب الدفوف بتناغم متكرر مع ترديد الحاضرين للأذكار.
ويعتبر الدراويش أيقونة "النوبة"، فهم يتولون جميع شؤونها ابتداءً من تنظيف المكان وتعطيره بالبخور، وتنظيم الحشود وتوفير مياه الوضوء لهم، والمشاركة في ترديد الأوراد، وتحفيز المشاركين عليها.

(الأناضول)

دلالات

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية

المساهمون