رابطة الكتاب السوريين تدين اغتيال خاشقجي

رابطة الكتاب السوريين تدين اغتيال خاشقجي وتطالب بوقف مسلسل الإجرام العربيّ

31 أكتوبر 2018
القتل على وقع شعارات إنسانية (فيسبوك)
+ الخط -


نشر موقع "رابطة الكتاب السوريين" على الإنترنت، أمس الثلاثاء، بيانًا مفتوحًا وقع عليه أكثر من 50 كاتبًا عربيًا معظهم سوريون، تنديدًا باغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وأكد الكتّاب في البيان أن المفارقات السياسية الكبيرة التي أثارتها قضية اغتيال خاشقجي تعيد إلى أذهان السوريين ملفات الاغتيال السياسي الفرديّ والمعمّم التي قام بها النظام السوري على مدى عقود، كما تعيد تذكيرهم بأنهم جزء من منظومة شاملة للقمع، تديرها أنظمة يعضد بعضها بعضًا، ويقوم كل طرف فيها بـ"إنجازاته" الإجرامية على أجساد الكتاب والصحافيين والسياسيين، وكل من يتجرأون على مخالفة سرديّة النظام ورؤيته للعالم.

وذكّر البيان بقضايا اختفاء أشخاص كثيرين في سفارات وقنصليات سورية عديدة، وبمحاولات الاغتيال الناجحة والفاشلة التي قام بها النظام داخل حدود سورية وخارجها، مثل اغتيال صلاح البيطار (أحد مؤسسي حزب البعث السوري) في فرنسا، عصام العطار (المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين) في ألمانيا، سليم حاطوم الذي استدرج من الأردن وقتل في سورية، بالإضافة إلى اغتيال مجموعة كبيرة جداً من الكتاب والصحافيين والسياسيين اللبنانيين من مختلف التوجهات.

وأشار البيان أيضًا إلى شخصيات سياسية عربية كان لقتلها وقع هائل في ضمير المثقفين والساسة العرب، كفرج الله الحلو، الزعيم الشيوعي اللبناني الشهير، الذي اختطف وعذّب وقتل وأذيبت جثته بالأسيد في أقبية المخابرات السورية لدولة "الوحدة" عام 1959، والمهدي بن بركة، الزعيم اليساري المغربي، الذي اختطف بأمر من سلطات بلاده وبمساعدة من الأمن الفرنسي والموساد الإسرائيلي في فرنسا.

وورد في البيان: "تشترك الأنظمة العربية، على اختلاف أيديولوجياتها، في أن استرسالها في جرائم الاغتيال لمعارضيها (أو حتى من يختلفون معها في وجهات النظر)، يكون دائماً على وقع شعارات التقدم والوحدة والاشتراكية، وفي الحالة السعودية مؤخرًا، تحت شعارات الإصلاح والتحديث، وهو ربط خطير بين هذه الشعارات والإجرام الذي لا يعرف حدوداً".

وأشار البيان إلى الدور اللاأخلاقي الذي يلعبه بعض الكتاب والمثقفين والشعراء والصحافيين، في تبرير الإجرام الشّعاراتيّ والتواطؤ من دون خجل مع آلة الخطف والاعتقال والسجن والتعذيب، ومساهمتهم بتزييت كلاليب الجلادين، وتطويب الطغاة وتأطيرهم بالمجد والسؤدد، فيزيدونهم غطرسة وعنفًا وشراسة، مؤكدًا على ضرورة مشاركة الكتّاب الذين ما يزال ضميرهم صاحيًا، بالتذكير بالتاريخ الدمويّ الرهيب للنظام السوريّ، الذي سبق كافّة أقرانه، واستطالت قائمة اغتيالاته الإجرامية والإرهابية لتؤسس قاعدة صلبة للباقين من الطغاة العرب.





وطالبت "رابطة الكتاب السوريين" في البيان، بالعدالة للصحافي المغدور خاشقجي وأهله وزملائه في الكتابة والصحافة، وغيره ممن اغتالتهم يد الإجرام، وأعادت التأكيد على أن "وقف مسلسل الإجرام العربيّ يستلزم فكّ ارتباط النخب الثقافية والأدبية مع آلات قتل الأنظمة، والتأكيد على أن الحكم المدني القائم على الديمقراطية وفصل السلطات وسيادة القانون، هو سبيل للخلاص من الإجرام السياسي الذي يهددنا جميعًا".

وكان من بين الموقعين على البيان، الكتّاب السوريون ابتسام تريسي، أنور عمران، بكر صدقي، بشير البكر، بدرخان تيلو، تهامة الجندي، خطيب بدلة، علي سفر، فاتن حمودي، فايز العباس، فرج بيرقدار، محمد المطرود، ملاذ الزعبي، نسرين طرابلسي، هوشنك أوسي، وفائي ليلا، وائل السواح وياسر خنجر.

وانضم إلى الموقعين عدد من الكتاب من مختلف البلدان العربية، من بينهم الروائي اللبناني الياس خوري، الكاتب الجزائري العربي رمضان، الكاتب اليمني أنور البريهي، الكاتب الأردني معن البياري، الإعلامي الجزائري توفيق رباحي، الشاعر الفلسطيني مهيب البرغوثي والشاعر الفلسطيني نائل بلعاوي.

 

 

 

دلالات

المساهمون