رزقُ عزيزة من البحر

رزقُ عزيزة من البحر

06 ابريل 2015
تنتظر عزيزة عودة الصيادين (ليلى أمزير)
+ الخط -

تجلسُ على كرسيٍّ مهترئٍ في الهواء الطلق. تحملُ مقلاةً و"بوتاغاز" وعدداً من الأطباق. وتعرض على طاولة صغيرة ما تصنعه يداها طيلة اليوم. غير أن عملها يرتبط بحال البحر. إذا كان هادئاً، يعني أن الصيادين سيتمكنون من صيد الأسماك. أما هي، فتطهوها وتحضّر الشطائر وغيرها من الأطباق للصيادين في مكانها المعتاد على مرسى مهدية في مدينة القنيطرة. تقول، لـ"العربي الجديد"، إنها لا تستطيع العمل "في حال لم يخرج الصيادون إلى البحر".

تطهو عزيزة أكلات مغربية شعبية، تلك التي يحب الصيادون تناولها، وخصوصاً بعد رحلة عودتهم من البحر. تحضّر الفاصولياء والعدس، أو تقلي بعض الأسماك التي يأتي بها الصيادون، كالسردين. في السياق، يقول الصياد سعيد إنه "بعدما ننتهي من الصيد، نعود إلى الشاطئ لنجد أن عزيزة قد أعدّت طبق الفاصولياء الساخن". فيما يوضح زميله حسن: "لا يمكنني تفويت أطباق عزيزة".

عزيزة، هي المرأة الوحيدة التي نصبت طاولتها في مرسى المهدية، علماً أنها تزاول هذه المهنة منذ أكثر من تسع سنوات. تقول، لـ"العربي الجديد"، إنها تعمل من أجل تربية طفلتها البالغة من العمر 12 عاماً، وتحاول تلبية جميع احتياجاتها. وتبدو مصرّة على تعليمها، وقد ألحقتها بمدرسة خاصة.
تتكفل عزيزة بجميع مصاريف طفلتها. تدفع قسط المدرسة وتؤمّن لها جميع أغراضها. هجرها زوجها قبل أكثر من خمس سنوات من دون أن تعرف عنه أي شيء. وجدت نفسها فجأة مسؤولة عن تدبير أمور البيت والطفلة، فاضطرت إلى العمل. تقول: "لم يعد أمامي إلا العمل حتى لا أضطر إلى طلب المساعدة من أحد، كما أنني لا أريد أن أحرم ابنتي شيئاً".

تُحاولُ عزيزة التعويض عن طفلتها غياب والدها. من جهة أخرى، وبسبب عدم ادخارها المال، اتفقت مع المدرسة على أن تعمل على دفع مبلغ بسيط للمدرسة كل أسبوع. كذلك الأمر في ما يتعلق بتسديد بدل إيجار البيت الذي تسكنه، علماً أنه عبارة عن غرفة فوق السطوح في أحد الأحياء الشعبية في مدينة القنيطرة.

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن سبب عدم لجوئها إلى المحكمة للحصول على الطلاق أو البحث عن زوجها، تشير إلى أن الأمر لا يعنيها على الإطلاق، كما أنها لا ترغب في الزواج مرة أخرى. اليوم، يهمها فقط أن تتمكن من تأمين دخل شهري معقول لتغطية جميع مصاريفها، والأهم بالنسبة إليها هو ألا تضطر إلى طلب المساعدة من أحد، وأن تكون قادرة دائماً على توفير كل ما قد تحتاج إليه ابنتها.

دلالات

المساهمون