شبان يحولون "صناديق الذخيرة" إلى معرض للكتب في مصراتة

افتتح عدد من الشباب الليبيين في مدينة مصراته معرضاً لبيع الكتب المستعملة على قارعة الطريق العام، كأحد نشاطات نادي "أنا أقرأ" الثقافي.

اللافت في المعرض أن منظميه تعمّدوا عرض الكتب في صناديق الذخيرة على قارعة الطريق، في حين أشارت عناوين الكتب المعروضة إلى الدعوة للسلم الاجتماعي ووحدة البلاد ونبذ الكراهية والعنف.

وقال سالم، أحد منظّمي المعرض: "أردنا من خلال عرض الكتب في صناديق الذخيرة أن نبعث رسالة مفادها بأن الكتاب والفكر هما السلاحان الأقوى وأن البقاء لهما في النهاية"، مضيفاً "سنقاوم العنف بالفكر، ونواجه التشظّي السياسي والأمني بسلاح القلم والكتاب".

ولفت سالم في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "الإقبال على المعرض لم يكن كبيراً، لكن عامة الناس كانت تؤيّد الفكرة وترسل لنا إشارات الترحيب والتشجيع". ولفت بالقول "الناس هنا تتفاعل مع رسالتنا، فالمدينة من أكثر المدن التي دفعت ثمناً ودماء أهدرها السلاح والحرب".

ورحّبت اعتماد سرتي، وهي مثقفة من المدينة، بالمعرض، وقالت: "حرصت على اصطحاب أولادي إلى المعرض لترسخ في أذهانهم رسالة بأن ميدان الحرب ومعترك الحياة الحقيقي هو الكتب".

وأكدت أنه على الرغم من بساطة الفكرة وحجم الإقبال القليل نسبياً، إلا أنها تعكس وجهاً آخر للمدينة ولليبيا. وقالت: "سينمو هذا التيار المقاوم بالقلم والكتابة حتماً، وهي نتيجة حتمية لأوجاع الحرب".

وأضافت "الرسالة ليست لأمراء الحرب فقط، بل أيضاً للساسة الذين يتلاعبون بدماء أبنائنا".