صحافي إسرائيلي في السودان: رياح جديدة تهب من الخرطوم

صحافي إسرائيلي في السودان: رياح جديدة تهب من الخرطوم

15 نوفمبر 2017
تشهد دعوات التطبيع بالسودان رفضاً شعبياً (أشرف شازلي/Getty)
+ الخط -

أبرزت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، على صفحتها الأولى، اليوم الأربعاء، ما أسمته بـ "رياح جديدة تهب من السودان"، تدفع السودان باتجاه تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وبيّنت الصحيفة، المحسوبة على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في تقرير أولي أرسله مراسلها، إلداد بيك، من قلب العاصمة خرطوم، حقيقة هبوب رياح جديدة في السودان من بلد "لاءات الخرطوم" الشهيرة من قمة الخرطوم عام 1974، ضد المفاوضات مع إسرائيل والصلح والتطبيع والاعتراف بها.

وذكر مراسل الصحيفة أنّه وصل إلى العاصمة خرطوم بعد أيام قليلة من قرار أميركي هام، لم يلقَ اهتماماً بالغاً في وسائل الإعلام، تمثل بخفض ورفع بعض العقوبات الاقتصادية، التي كانت فرضت على السودان منذ العام 1997، وأدت إلى خنق البلاد على مدار عشرين عاماً.

ومع أن المراسل الإسرائيلي اختار في البداية الحديث عن التطرف الديني والتوصيف التقليدي للسودان بأنها "إحدى دول التطرف الإسلامي"، كمدخل لحديث عن التغييرات الجارية في الدولة، لجهة الاعتدال والتحولات الاجتماعية فيها من "انتهاء عهد الدعوة، لمشاهدة عمليات إعدام علنية، أو عمليات بتر أطراف اللصوص، إلى احتمال دعوتك لحضور حفل مختلط للذكور والإناث"، وفقاً لما أخبره به محدثوه من "السكان المحليين".

واستهل تقريره بوصف مشهد السيارات القليلة التي تسير ببطء حتى لا تزعج المصلين الذين سارعوا مع رفع الأذان لأداء شعائر الصلاة، في دولة من أكثر الدول الإسلامية تديناً وتطبيقاً لقوانين الشريعة الإسلامية، قبل أن يستدرك بالحديث عن التحولات المذكورة.

وبحسب المراسل الإسرائيلي، الذي يظهر من تقريره أنّه يتجول بحرية كبيرة في الخرطوم، فإنّ السودان كانت حتى وقتٍ قريب ممراً لتهريب الأسلحة من إيران إلى "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وتعرضت لعمليات قصف متعددة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي (مع إضافة عبارة حسب مصادر أجنبية) موضوعة على القائمة السوداء للدول المؤيدة للإرهاب. وكانت السودان أيضاً ملجأً آمناً لزعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، وزعيم تنظيم "فتح المجلس الثوري"، وأبو نضال، والقيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، والملقب بـ"كارلوس الثعلب"، كما اعتادت الفصائل والتنظيمات الإسلامية المتطرفة الاجتماع فيها لتنسيق خطواتها ضد إسرائيل.

لكن المراسل الإسرائيلي يقول: "في الأشهر الأخيرة يدور في السودان، بإيعاز وموافقة من الحكومة المركزية جدل شعبي مفتوح بشأن التطبيع مع إسرائيل دون أن يحتج أحد أو يقوم بإشعال النار في أكشاك الصحافة السودانية".

وبالعودة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على السودان منذ عشرين عاماً، وأعلن الكونغرس عن رفعها جزئياً، وإسقاط إسم السودان من قائمة الدول "المؤيدة للإرهاب"، فإن المراسل ينقل عن مصادر في الخرطوم، أنّ ذلك سيتم قريباً وهو مسألة أيام لا غير، إذ تم شطب اسم السودان من قائمة الدول الإسلامية التي لا يسمح لمواطنيها بدخول الولايات المتحدة.

ويضيف المراسل "يقول لي البعض هنا في السودان إن إسرائيل ساعدت في تغيير الموقف الأميركي"، في المقابل يبرز آخرون معارضتهم لأي تصالح مع إسرائيل ويدعون أن الحكومة السودانية وافقت على صفقة "تمس حقوق الفلسطينيين"، وهي "رفع العقوبات عن السودان مقابل الاعتراف بإسرائيل".

وبحسب المراسل الإسرائيلي، فإن مجرد تحول الموضوع إلى مسألة خاضعة للنقاش يشير إلى تغيير عميق يجري في الشرق الأوسط، فإن "لاءات الخرطوم الثلاث الشهيرة لم تعد تشكل إجماعاً".