غيابات النجوم ونقطة التحول

غيابات النجوم ونقطة التحول

04 سبتمبر 2014
نجوم وغيابات مؤثرة
+ الخط -

هناك أصوات متعالية تنادي بربط الماضي دائماً بالحاضر في عالم كرة القدم، وعقد مقارنات مستمرة بين حالة فريق ما أثناء غياب أحد نجومه، وماذا طرأ في صفوفه عندما عاد هذا النجم إلى الصفوف مرة أخرى. وخلال الأيام القليلة الماضية، حدثت بعض الحالات التي أجبرت المتابعين على العودة قليلاً إلى الخلف ومحاولة فهم الأمور جيداً حتى يتم توقع القادم في الفترة المقبلة.

الغائب الأكبر
قدم لاعب الوسط الأرجنتيني أنخل دي ماريا، مستوى أسطورياً في المباراة الودية التي انتهت بفوز منتخب بلاده على ألمانيا بأربعة أهداف مقابل هدفين، صنع الجناح المهاري ثلاثة أهداف وأحرز الرابع ليستحق لقب نجم اللقاء الأول. وبعد المباراة مباشرة، كان الشغل الشاغل للجميع سؤال واحد، ماذا لو تواجد دي ماريا في نهائي المونديال الأخير؟ وكيف ستكون حالة خط الهجوم بتواجد الثلاثي، ميسي، دي ماريا، وسرخيو أجويرو الذي بدأ يستعيد مستواه مؤخراً.

وجود دي ماريا كان سيُسّهل كثيراً دور ليونيل ميسي الذي تم إجباره على العودة كثيراً إلى خط المنتصف من أجل الحصول على الكرة، مما أدى إلى إضعاف الهجوم وإرهاق الرقم 10 كثيراً. وحرم نفس الأمر المدير الفني السابق أليخاندرو سابيلا من استخدام تكتيكه المعروف بوضع أنخيل في المنتصف كلاعب وسط مائل إلى الأطراف، مع تمركز ميسي في قلب الهجوم خلف المهاجم الصريح.

وامتاز راقصو التانجو بالدفاع القوي والمنظم طوال البطولة، وفي حالة تطوير خط هجومهم واللعب بالثلاثي الأساسي الذي شارك كثيراً في الوديّات ومباريات التصفيات، لكان الوضع أفضل بعض الشيء في النهائي المونديالي.

الحلم الكبير
تدور كرة القدم حول الفلسفة وكيفية تطبيقها بالإستراتيجية الكروية، يعتمد النظام التكتيكي على مجموعة اللاعبين والتغييرات وأداء الخصم، لذلك لعب لويس فان جال مع أياكس 3-4-3، مع برشلونة 2-3-2-3، مع ألكمار 4-4-2، مع هولندا أقرب إلى 3-5-2 كما فعل في المونديال الأخير في البرازيل.

لعب فان جال كثيراً مع هولندا بطريقة اللعب الشهيرة 4-3-3 لكن بسبب إصابة "ستروتمان" تم تغيير كل شيء. يمتاز الهولندي بقدرة غير عادية على شغل كافة مراكز الوسط والربط الهائل بين لاعب الارتكاز الدفاعي ونظيره الوسط المهاجم، لذلك كان همزة الوصل بين دي روسي وبيانيتش في تشكيلة الذئاب الإيطالية بالكالشيو مع رودي جارسيا.

الحظ العاثر
قرر فيكتور فالديس، حارس برشلونة السابق عدم استمراره مع الفريق الكتالوني منذ فترة طويلة، واتفق فعلياً مع نادي موناكو الفرنسي على الانتقال خلال الصيف الماضي، لكن إصابة الركبة منعته من فعل أي شيء، لتتنصل إدارة الفريق الفرنسي من الوعود وتفسخ العقد من طرف واحد، ويصبح فالديس، صاحب الحظ الأكثر سوءاً خلال الأشهر الماضية.

ورغم أن الإصابة قد أضرت بمستقبل اللاعب كثيراً، فلم يستمر مع "البلاوجرانا" ولم ينتقل إلى أي دوري آخر، إلا أن الظروف من الممكن أن تقوده إلى خيار أفضل بكثير من موناكو، بعد الاهتمام المؤكد من جانب إدارة ليفربول الإنجليزي. إنها المكافأة الأجمل على الإطلاق لحارس طالما تألق في مباريات مصيرية ونهائيات لا تُنسى، وعودته للملاعب ستكون خبراً ساراً.

يمتاز ليفربول الجديد بأنه خيار مثالي لفيكتور، خصوصاً مع تشابه أفكار براندن رودجرز، مدرب الفريق مع تقاليد وأساليب النادي الكتالوني في الضغط العالي، وبناء الهجمة من الخلف والتمرير الكثير ومحاولة الاستحواذ الإيجابي على الكرة، لذلك يحتاج المدير الفني الشاب إلى حارس يجيد التصرف بالكرة والتعامل معها تحت أي ظرف، وفيكتور فالديس نموذج مثالي في هذه الحالة، مع إمكاناته الكبيرة في التصدي للانفرادات وتكيّفه مع اللعب أمام خط دفاع متقدم.

لذلك كرة القدم تظل لعبة غير متوقعة أبداً، ندم جمهور الأرجنتين على دي ماريا، وستروتمان، من افتقده فان جال مع المنتخب والنادي، وأخيراً فالديس سيئ الحظ الذي لم تنساه المستديرة أبداً.

المساهمون