في انتظار ترامب

في انتظار ترامب

12 مايو 2017
ترامب لن يفرض الحل على إسرائيل(تشيريس ماي/Getty)
+ الخط -
ينتظر الإسرائيليون، بدءاً برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يميناً، وحتى وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، ورئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، يساراً، وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الأراضي المحتلة في 22 من الشهر الحالي لسماع ما سيقوله في قلعة "مسادا" وأساطيرها. نتنياهو وسفيره في واشنطن، رون ديرمر، ينتظران سماع جملة اعترافٍ بالقدس، ويخشيان من دعوة "عنجهية" للقبول بالصفقة التي سيعرضها، كما هي.

أما أقطاب اليسار الإسرائيلي، وما يسمى باليسار من تسيبي ليفني وحتى يتسحاق هرتسوغ، فينتظرون نفس الدعوة لتحقيق أحد هدفين، إما الولوج إلى حكومة نتنياهو من باب دعم قبولها لمبادرة ترامب، أياً كانت هذه المبادرة، وإما للتدليل على صحة موقفهم من خطر تحول إسرائيل الكبرى إلى دولة أبرتهايد وفقدان أغلبيتها اليهودية إذا تم رفض مبادرة ترامب. لكن الطرفين يدركان أن ترامب لن يفرض حلاً على إسرائيل، فهو لم يبلور بعد تصوراً كاملاً متكاملاً، ويحمل أفكاراً متفرقة بعضها من نسج أفكاره المستوحاة من عالم المال والأعمال، وبعضها ورثها من موظفي الإدارة السابقة وهي لا تتعدى حدود مسار الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي لا يستوفي أصلاً الشروط الفلسطينية خصوصاً في ما يتعلق بالقدس المحتلة.

في المقابل، وعلى الطرف الآخر ينتظر الفلسطينيون، وللدقة السلطة الفلسطينية في رام الله، مجيء ترامب، مع إبداء استعداد لتنازلات مسبقة، أولها الاستعداد لقمة ثلاثية مع نتنياهو، تقول المصادر الإسرائيلية إنها ليست مطروحة، أقله حالياً، على جدول أعمال زيارة ترامب. ويبدو أنه في مقابل التشاؤم المعلن وغير الحقيقي الذي يبديه نتنياهو، فإن التفاؤل السلطوي الفلسطيني في رام الله حقيقي وغير مصطنع، لأنه ربما نابع من حالة الانقطاع والوهم التي تعيشها السلطة الفلسطينية عن شعبها بفعل هوس أقطابها في البقاء في السلطة أياً كان الثمن.

وخلافاً لـ"غودو" في مسرحية صامويل بيكيت (في انتظار غودو) الذي يعد الجمهور بالحضور ومعه الحل، مرة تلو الأخرى ولا يظهر، سيظهر ترامب، وسيصل إلى المنطقة، لكن وصوله ولقاءاته التي سيبدأها في السعودية مع 10 من الزعماء العرب، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لا تضمن بالضرورة الحل المنشود. فما دام ترامب يصرّح بأنه لن يتم فرض أي حل على الطرفين ما لم يقبلا به، أو في حال رفضه أحدهما، فإن ذلك يعني بقاء الاحتلال في الأرض الفلسطينية حتى لو أطلقت جولات وجولات من المفاوضات.


المساهمون