مجلة "سيني": الإسرائيليون فرحوا باعتداءات باريس

مجلة "سيني": الإسرائيليون فرحوا باعتداءات باريس

04 ديسمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
كرّس العدد الجديد من مجلة "سيني" الشهرية الساخرة، الصادرة يوم الأربعاء، لموضوع الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا، وتضمّن ملفا كبيرا عن "الرسّامين في جبهاتهم"، وتطرّق لمحنة الرسم في العديد من دول العالم، ومن بينها دول عربية وإسلامية، كسورية والجزائر وليبيا وإيران وتونس والأردن وفلسطين وتشاد وإندونيسيا وغيرها.

وتطرقت الصحيفة الشهرية إلى موضوع الاعتداءات الإرهابية كما يراها الإسرائيليون، من خلال مراسل الصحيفة، ميخائيل شارشفسكي، الذي كشف أن الصُور والتعليقات في القنوات الإسرائيلية على ما حدث في باريس كان أكبر وأوسع ممّا شوهد على القنوات الفرنسية.

وأوضح المراسل أن نوعا من الفرح المكتوم يكاد يخرج من العيون، وكأن لسان الحال أن الإسرائيليين كانوا يخاطبون الفرنسيين بالقول: "لقد حذرناكم من الأمر، ولكنكم رفضتم الاستماع إلينا. وأخيراً ستفهمون". ولا يخفي ميخائيل شارشفسكي أن "فرنسا تحظى، لدى الرأي العام الإسرائيلي، بصورة سيئة، لأنها تنتقد كثيرا المواقف الإسرائيلية ولأنها موالية للعرب". ولكن المراسل يضيف: "إن هذا الشيء كان مفهوما مع دوغول وميتران وشيراك، ولكنه ليس صحيحًا مع ساركوزي، وخاصة مع هولاند، الذي أعاد اللحمة "للصداقة الفرنسية التي لا تتزحزح"، كما كان عليه الحال في زمن الزعيم الاشتراكي الفرنسي غي مولي". إلا أن الإسرائيليين، كما يقول شارشفسكي، "لا يحبون فرنسا ونموذجها الجمهوري وذكريات "سياستها العربية" ورفضها المشاركة في المغامرة الإجرامية في العراق... وأيضا بسبب تواجد عديد كبير من المواطنين والمقيمين من أصول عربية فيها. وحتى التدخل العسكري في ليبيا والغارات الفرنسية في سورية لم ينجحا في قلب المعادلة".

و"حتى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستطع إخفاء المتعة التي يحس بها إزاء ما رأى فيه درسا، بالتأكيد مأساويا وغير مقبول، تلقّته فرنسا، للتو، وهو ما يفرض عليها أن تأخذ مكانها، كاملا، في الحرب الشاملة ضد التهديد الإسلاموي"، بحسب المجلة. وأسرع نتنياهو في عرض خدماته ومهارته على أجهزة الأمن الفرنسية حتى تنجز، وبأحسن ما يكون، الحرب الشاملة والاستباقية والدائمة "ضد الإرهاب".

ويسخر ميخائيل شارشفسكي من هذه الثقة الكبيرة في النفس التي يريد نتنياهو إظهارها، ويقول: "ليست إسرائيل أكثر قدرة على منع الهجمات من قدرة فرنسا على منع بعض مواطنيها من اللحاق بتنظيم داعش وارتكاب اعتداءات قاتلة، لأن المسؤولين، في باريس وتل أبيب، يواصلون بعناد إغلاق عيونهم عن الأماكن التي تنمو فيها هذه الظواهر: الإحباط والمس في الكرامة".

ويورد شارشفسكي ما قالته سيدة مسيحية أمام طلبة جامعة بيت لحم: "لو كانت لديّ شجاعة أكبر، كنت سأتناول، أنا أيضا، سكينا وأهاجم جنديا أو مستوطنا، لأن ما يسبب هذه الهجمات هو الخوف العام في مجتمعكم. حان الوقت أن ينتقل الخوف إلى المعسكر الآخر".

وفي الأخير ينصح الصحافي رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن يصارح فرنسوا هولاند بحقيقة أنه "حتى أفضل أجهزة الأمن في العالم تظل عاجزة أمام الغضب الذي يُسبّبه البحثُ عن الاحترام والكرامة".


اقرأ أيضاً: مساجد فرنسا: مصانع إرهاب أم ضحية الإسلاموفوبيا؟