محمد الصديق... لاجئ أفغاني حُرم وأولاده من التعليم

محمد الصديق... لاجئ أفغاني حُرم وأولاده من التعليم

15 سبتمبر 2020
ما يجنيه لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته (العربي الجديد)
+ الخط -

عاش اللاجئ الأفغاني محمد الصديق حياة قاسية في باكستان، وعرف المعاناة خلال حياته في بلاد الغربة، وعمل في مهن كثيرة لتأمين لقمة عيشه. إلا أنه يرى كل ما سبق سهلاً، إذ أكثر ما يضايقه هو حرمان أولاده من التعليم. واليوم، يعرب عن قلقه وزوجته على مستقبل أولاده، هو الذي لا يريدهم أن يصيروا مثله، يبيعون الفاكهة تحت الشمس من الصباح وحتى المساء في أحد أسواق إسلام آباد من أجل تأمين لقمة العيش. ويقول صديق لـ "العربي الجديد": "جئت صغيراً إلى باكستان مع والدي وأفراد أسرتي، وعشنا في مخيم في مدينة بيشاور. كان هم والدي تعليمي، إلا أن التنقل من مكان إلى آخر حال دون ذلك". إضافة إلى ما سبق، "أرغمني والدي على الزواج مبكراً حين كنت ما زلت صغيراً جداً، وتركت المدرسة الدينية. صحيح أنني كنت أتغيب عن المدرسة في أحيان كثيرة بسبب العمل، لكن رغم ذلك، كان هناك أمل بأن أواصل الدراسة. وبعدما تزوجت، تركت الدراسة نهائياً".
له ثلاث بنات وابن وحيد عمره سنة. لم يتمكن من إرسال بناته إلى المدرسة حتى الآن على الرغم من أنهن بتن في عمر الدراسة، موضحاً أنه لا يستطيع دفع الرسوم وتوفير احتياجاتهن من ملابس وغير ذلك. بالتالي، بقين حتى الآن من دون تعليم. إلا أن إحدى الجارات تعلمهن بعض الأمور الأساسية. يقول الصديق: "في النهار، أكون مشغولاً في عملي فلا أفكر في الموضوع. لكن في الليل، حين أجلس في المنزل وأرى بناتي وهن يكبرن يوماً بعد آخر من دون تعليم، لا أستطيع النوم حتى وقت متأخر، خصوصاً وأن زوجتي تتحدث عن الأمر يومياً. لكن ماذا عساي أفعل؟".
أحياناً، يفكر الصديق  في العودة إلى أفغانستان عل ذلك يغير حاله، خصوصاً وأنه يملك أراضي في مسقط رأسه في مديرية دشت أرجي في إقليم قندوز في الشمال. لكنه يخشى الواقع الأمني، وأن تجبره الحرب على اللجوء إلى باكستان مرة أخرى، كما حدث مع بعض أقاربه الذين عادوا إلى بلادهم بعد عام 2001 (بعد سقوط حكومة طالبان). لكن بعد وقت قليل، أجبروا على اللجوء مرة أخرى بسبب الوضع الأمني والحرب.

كوفيد-19
التحديثات الحية

يبيع الصديق الفاكهة على عربة في سوق الخضار والفاكهة في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام آباد. يخرج في الصباح الباكر ليشتري الفاكهة بأسعار جيدة، ويبقى في السوق لبيعها حتى صلاة المغرب، قبل أن يعود إلى المنزل وقد أنهكه التعب، ولا ينسى أن يجلب بعض الفاكهة لعائلته. يكسب يومياً ما بين 500 إلى 800 روبية باكستانية، إلا أن ما يجنيه لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته، خصوصاً أنه مضطر إلى دفع بدل إيجار المنزل ورسوم الكهرباء. وفي النتيجة، لا يبقى معه شيئاً لتعليم أولاده.