مسلسل "يرموك" الإذاعي: رواية جانب من القصة السورية

مسلسل "يرموك" الإذاعي: رواية جانب من القصة السورية

12 يوليو 2020
"شعرتُ أنّ المخيم هو المكان الأفضل لرواية القصة السورية" (رامي السيد/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت شبكة "بي بي سي" عن إنتاجها مسلسل "يرموك" الإذاعي الذي قام بتأليفه السوري غسان زكريا. والعمل هو دراما إذاعية من ثلاث حلقات باللغة الإنكليزية كتابةً وأداءً، مدة الحلقة الواحدة منه 45 دقيقة، وسيُبَث على راديو "بي بي سي 4". وتتمحور أحداثه حول أربع شخصيات، وهي: "حاتم"، التي أداها أسامة العزة، و"خالد"، التي أداها عمار حاج أحمد، و"رانيا"، التي أدتها أروى عمرين، و"سلمى"، التي أدتها صوفيا أسير. إذْ تعيش هذه الشخصيات ضمن مخيم اليرموك بالقرب من العاصمة السورية دمشق، وتواجه المتغيرات التي تعصف بالمكان عقب الثورة.

ويقول مؤلف العمل غسان زكريا، لـ"العربي الجديد": "يمثل العمل محاولة لرواية جانب من القصة السورية بتكثيف، ومن دون التخلي عن الدراما الفردية للشخصيات وقصصها وعوالمها الذاتية".

وعن السبب الذي دفعه للحديث عن مخيم اليرموك بتلك الحقبة الزمنية، يقول زكريا: "لم أعِش في مخيم اليرموك، لكن علاقتي به كانت جيدة ومتينة من خلال الأصدقاء وظروف عمل بين وقتٍ وآخر. وهناك عدة أسباب لاختياري للمخيم، السبب الأول أن المخيم ومحيطه، أي التضامن ودف الشوك والقدم، تضم شرائح المجتمع السوري كافة من الناحية الطبقية ومن حيث الانتماءات الدينية والمذهبية والقومية، وبالتالي شعرتُ بأنه المكان الأفضل لرواية قصة تطرح أسئلة حول التغيرات التي طرأت على الهوية السورية. والسبب الثاني أنني أعرف المخيم بما يكفي للكتابة عنه، حتى بعد ست سنوات من الهجرة خارج سورية، وبالتالي فإن إجراء البحث المطلوب كان ممكناً بفضل توفّر مصادر للمعلومات. إضافة إلى ذلك، أعتقد أن الطبيعة البالغة الخصوصية للمخيم تجعله مكاناً يجب الكتابة عنه؛ فالمخيم معروف بأنه من المساحات القليلة التي كان العمل المدني مزدهراً فيها، وكان للمخيم في الثورة وتحريكها في دمشق دور كبير".

وعما إذا كانت الدراما الإذاعية قد ساعدت على نقل تفاصيل يصعب نقلها بأعمال بصرية عن منطقة تهدمت بالكامل على يد النظام، يقول زكريا: "لا شك أن الدراما الإذاعية لها ميزة كبيرة جداً، هي القدرة على إعادة خلق الأماكن في ذاكرة من عرفوها ومخيلة من لم يعرفوها، وهو أمر بالغ الصعوبة ومُكلِف جداً في الأعمال البصرية. هذه الميزة هي تحدٍ في الوقت نفسه للكاتب ولبقية المشاركين في العمل، لأن أدوات التعبير عن المكان أقل من الأدوات المتاحة في الأعمال البصرية. هذا التحدي كان صعباً ولكنه كان ممتعاً جداً أيضاً".

وعن التحديات التي واجهت زكريا وفريق العمل، وعما إذا كانت هناك صعوبات إضافية ناجمة عن الظرف العام المتعلق بجائحة كورونا، يقول زكريا: "في الواقع، ساعدتني إجراءات التباعد الاجتماعي على الكتابة، لأنني التزمتُ المنزل دون الكثير من التشويش، وكان معدل إنجازي أسرع من أوقات سابقة. أما بالنسبة للتسجيل، فأنا كنتُ ضيفاً على التسجيل للمراقبة ومساعدة الممثلين على فهم النص والمعاني المقصودة من الحوار. وقد تابعتُ التسجيل الذي تم في لندن عبر الإنترنت. وسبّبت الإجراءات المتعلقة بالجائحة صعوبات عدة للمنتج والمخرج بوز تمبل موريس، لكنه تمكّن من تنظيم شؤون التسجيل وإدارتها لتسجيل عمل مُتقَن بجودة عالية، وفي الوقت نفسه جنّب فريق العمل خطر الجائحة. فعلى سبيل المثال، سجّل كل ممثل دوره في غرفة مستقلة داخل الاستديو، وكل من لم يكن حضوره في الاستديو أساسياً، تابع التسجيل من المنزل عبر الإنترنت".

وعند السؤال عما إذا كان تقديم الحكايات السورية بشكل سمعي يغني عن تقديمها ضمن قالب سمعي بصري، يقول زكريا: "لا يغني العمل السمعي عن العمل السمعي البصري، لكنه يضيف إليه، وهناك دائماً جمهور جديد يمكن الوصول إليه عبر هذا النوع أو ذاك. واقع الحال، مع الأسف، أن المنابر تقلّ يوماً بعد يوم، والهوامش تضيق، والعمل مع مؤسسة بحجم (بي بي سي) باللغة الإنكليزية فرصة أرجو أن أكون قد استحققتها بتقديم عمل صادق وأصيل يعبّر عن بعض جوانب المأساة.

المساهمون