مسيرة حاشدة برام الله للمطالبة برفع العقوبات عن غزة

مسيرة حاشدة في رام الله للمطالبة برفع العقوبات عن غزة

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
رام الله

العربي الجديد

العربي الجديد
10 يونيو 2018
+ الخط -

شارك المئات من الفلسطينيين، مساء الأحد، في مسيرة حاشدة انطلقت من وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، للمطالبة برفع العقوبات التي تفرضها الحكومة والقيادة الفلسطينية على أهالي قطاع غزة.

وشارك في المسيرة التي جابت شوارع رام الله، أكثر من ألفي فلسطيني من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني بمن فيهم قيادات فلسطينية ونشطاء ومؤسسات حقوقية ومؤسسات المجتمع المدني، ضمن حراك "ارفعوا العقوبات عن غزة"، حيث رفض المشاركون استمرار العقوبات على غزة في ظل التضحيات والدماء التي يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.

ورفع المشاركون لافتات تطالب السلطة والرئيس محمود عباس بضرورة رفع العقوبات عن غزة، كما رفعوا صور الشهيدة المسعفة رزان النجار التي استشهدت قبل نحو عشرة أيام خلال إسعافها الجرحى بفعاليات مسيرة العودة الكبرى في غزة، مرفقة بعبارة تشير إلى أن وصيتها رفع العقوبات عن غزة، فيما هتفوا "فوضناك فوضناك يا ابن غزة فوضناك، يا مقاوم فوضناك"، و"الشعب يريد إنهاء الانقسام"، "يا للعار ويا للعار.. باعوا غزة بالدولار"، و"العقوبات ليش ليش.. وغزة تحت رصاص الجيش".


وتنظم هذه المسيرة من قبل "حراك رفع العقوبات عن غزة"، وهو حراك واسع يضم أكاديميين وصحافيين وكتاباً وفنانين وأسرى محررين ونشطاء ومواطنين، قرروا كسر حالة الصمت العام تجاه الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة منذ مارس/ آذار من العام الماضي.




ونشط الحراك، منذ يومين، بنشر فيديوهات من مختلف أنحاء العالم تتحدث عن معاناة غزة، وضرورة إنهاء العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية عليها.

وقالت الصحافية شذى حماد من حراك "ارفعوا العقوبات عن غزة" لـ"العربي الجديد"، على هامش المسيرة، إن "الحراك هو شبابي انطلق منذ نحو أسبوعين وانضمت له شخصيات من  الأحزاب والقوى الفلسطينية وكذلك المؤسسات وشرائح مختلفة من المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية، للمطالبة بإنهاء العقوبات على غزة، إذ أطلقت حملة إلكترونية تحت وسم (# ارفعوا العقوبات)، ثم جاء الحشد لهذه المسيرة".


وأكدت حماد أن "الحراك انطلق بعد الأرقام المهولة والمخيفة التي توضح حجم تراجع الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة على كافة القطاعات، فالعقوبات المستمرة منذ عدة أشهر لا يمكن اختزالها برواتب الموظفين العموميين، بل إن العقوبات شملت قطاعات مختلفة".

وشددت على أن "الحراك جاء قبل العيد لتوجيه رسالة للشارع لما يعانيه الفلسطينيون في غزة بسبب العقوبات، وهذه المسيرة هي الخطوة الميدانية الأولى وستتبعها خطوات أخرى، ولا يمكن توقف الحراك إلا بتوقف كافة العقوبات عن غزة".


من جانبه، قال الناشط السياسي عمر عساف لـ"العربي الجديد"، "نأمل أن تكون المسيرة باكورة فعاليات شعبية من أجل رفع العقوبات عن غزة، وعلى السلطة والرئيس عباس رفع العقوبات عن غزة، إن استمرارها جريمة في ظل ما يقدمه الشعب الفلسطيني بغزة من تضحيات، وهي أمر مرفوض ويجب ممارسة ضغط على السلطة لإنهاء تلك العقوبات، ونحن نأمل أن تتسع هذه الفعاليات لأجل إنهاء العقوبات".


السلطة تعطل إنفاذ القرارات

عضو اللجنة المركزية للمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح، قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المجلس الوطني الفلسطيني وهو أعلى سلطة فلسطينية، قرر في دورته الأخيرة إلغاء العقوبات عن غزة، وأصبح ملزما التنفيذ، لكن السلطة التنفيذية تعطل إنفاذ وتطبيق القرارات".

ونوه رباح إلى أن "كل التبريرات لاستمرار العقوبات غير مقنعة، لأنها أصابت المجتمع في غزة، ونحن نعتبر تصويب الخطأ الكبير يتمثل بإلغاء هذه الإجراءات واضطلاع الحكومة بمسؤولياتها وصلاحياتها، وصرف الرواتب كاملة خاصة ونحن على أبواب العيد، ومن ثم معالجة الأمور الأخرى الإنسانية".

وشدد رباح على أن رفع العقوبات واجب، لأن تلك العقوبات تمس المواطنين، ونحن كنا قد دعونا كذلك لتسليم الحكومة مهامها وتشكيل لجنة من القوى الفلسطينية لتسلم مهامها، ولكن لا يبرر استمرار العقوبات وإن كان هناك مماطلة من حماس بتسليم الصلاحيات". مشيرا إلى "وجود حاجة لمواجهة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإزالة العقوبات لتأمين التفاف شعبي لمواجهة خطة ترامب".

وقال رباح: "نحن نخشى من التصدعات والشروخ الموجودة ودخول الولايات المتحدة الأميركية إلى غزة من البعد الإنساني، ولا بد من سد الذرائع أمام التدخلات الأميركية، لأنه يوجد مشروع أميركي بطرح دويلة في غزة، ومحاولة تكريس الانفصال ما بين غزة والضفة الغربية".

أما المدير التنفيذي للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان)، مجدي أبو زيد، فشدد في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن "الناس قد خرجت لتقول يكفي حصارا وعقوبات على غزة التي تعاني وضعا مأساويا، هناك مؤسسات وطنية وأهلية والقوى الوطنية والإسلامية وحراك شبابي غير مؤطر تنظيميا، ما يعطي مؤشرا قويا على أن حراكا يتبلور، لن نسكت وأهلنا في غزة كأنهم يعيشون في عالم آخر ونحن نرفض هذه العقوبات المفروضة، وهناك حراك قادم، إلى حين رفع العقوبات عن غزة".

ذات صلة

الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
مجمع الشفاء الطبي في شمال قطاع غزة بعد تدميره - 16 إبريل 2024 (حمزة قريقع/ الأناضول)

مجتمع

حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أنّ أكثر من 730 ألف فلسطيني في شمال القطاع يفتقرون إلى خدمات صحية حقيقية، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم 195.
الصورة
 (لا تكنولوجيا للأبارتهايد/إكس)

منوعات

اعتقل عدد من موظفي شركة غوغل مساء الثلاثاء، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا)، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية.
الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.