هذا الصوت حول عنقك

هذا الصوت حول عنقك

26 فبراير 2017
(الشاعرة)
+ الخط -

باريو باتروناتو

وصلنا مع منتصف الليل.
وصلنا مع الضوء الشرقي.
وصلنا مع صليب القدس
ونجمة بيت لحم.
وصلنا مع تلال بيت جالا
وحقول بيت ساحور.
وصلنا مع النازحين
من سورية والعراق -
شددنا من أزرِ أولئك الذين
لن نراهم مرة أخرى –
تلُوحُ جبال الأنديز الآن من خلال النافذة.
تلونا آياتٍ من القرآن.
صلّينا مع النسوة
في الكنائس العربية
ونحن نسبّح بسبّحاتٍ
من الأرض المقدسة.
رأينا بلادنا في أعين بعضنا.
غنّينا لـ فيكتور خارا وأم كلثوم،
غنّينا أغنية بلدي حين كنا في متاجرنا نبيع الأقمشة،
غنّينا في أحلامنا عن أريحا والخليل،
حيث البحر لغتنا الأخرى.
لا تَعجَبْ
إذ نحبّ بيتاً
بفجوات عديدة.
لا تَعجَبْ أننا
نتمسك بقوة بأنفاسنا
الآن مع وصولنا تشيلي.
هاكَ صورة لنا:
معجّنات المصطفى – الحلويات العربية
مخبز فوفو
كاتدرائية سان خورخي الأثوذكسية
ميغيل ليتين يسأل،
هل يمكننا أن نحرر رجلاً
يرافق الكثير من الجرحى لساعات.
بين ساغرادو كوراثيون (القلب المقدّس)
وريو دي جانيرو
نقول لأولئك الذين لتوِّهم وصلوا:
لأن الأمر لم ينته بعد،
لأننا لم نرَ البحرَ
الذي أعطانا اسمَنا،
لأن الصمتَ ضروري حين الصلاة
لأن الاحتفال سوف يأتي،
تقلَّدْ هذا الصوتَ حول عنقك،
hecho en palestina صُنعَ في فلسطين.


حتى في الحب

أحاولُ أن أقول لك
أن لا شطر مفقوداً منك

فحتى لو آذتكَ
الحربُ

فسأرغب بأن أكون
قربَ جرحك

إنه قلبك الذي يعرّيني
إذ لا يلمسني

إنه ضجيجك الذي
يكشفُ ظلامي

وربما تسوّل لي نفسي أن ألتمسَ
(لكن لا ألتمس منك أبداً)

أن الحفرة التي تقع فيها
لا وجود لها

وما يبقى حولها
هو ما يُحدِثُ الفرق

لكن حتى في الحب
تَسكُنني الحرب.


خوان رولفو، الأشباح، العرب والبيت

كانت آخر زجاجة من عرَق آل حنظل
على الطاولة،
تساءل العم وليد والعم توفيق
إذا كان فتحها
سيوقظ الآخرين.
في غرفة الجلوس
كان كريم وسليمان
يلعبان الورق،
ونجيب يطوي الخرائط،
والدكتور "علامة" ينقش
أيقونة صغيرة لـ داؤد
وجميل يستمع إلى الإذاعة العربية
مسبحته في يدٍ
والقهوة في يده الأخرى
بينما يعُدُّ عزيز
الفزاعات في الحقول
ويعدّ حسام السنوات التي
خسرها في مكان ما بين
صور الأبيض والأسود
التي تهتزّ على الجدران،
طقطقت الأرضية
مع دخول عبد الحليم
والمكسيكيون العرب -
كريم، مارغو والعمة ريجينا
الذين وصلوا وقد علَتْ البقع قبعاتهم.
تساءلتُ إن كنتُ رأيتهم جميعاً
أو رأوني،
إن متُّ دون أن أدري،
إن لم يكن الموت أكثر من خدعة.
ثم جاء حبيبي،
قبّل جبيني
وقال إنه لم يرهم
وهم يدخلون المرآة،
واحداً وراء الآخر،
يلوّحون تلويحة الوداع.
لعلّنا نرى أولئك الذين
لم نفصح عن مدى حبّنا لهم
لكن مَن يدري إذا كنّا حقاً هناك،
إذا كان البيت قد وُجِدَ أصلاً،
إذا كان خوان قد ألّفَ
كتابه بينما كنا نغني بالإسبانية
الممزوجة بلكنات عربية.


* شاعرة فلسطينية تكتب بالإنكليزية وتقيم في نيويورك.
** ترجمة: أحمد م. أحمد

دلالات

المساهمون