وزير الخارجية العراقي: سنلعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران

وساطة عراقية بين واشنطن وطهران... وظريف: نريد علاقات متوازنة مع دول الخليج

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
26 مايو 2019
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، اليوم الأحد، أنّ العراق سيلعب "دور الوسيط" بين واشنطن وطهران لحل الأزمة بينهما، مؤكدا وقوف العراق إلى جانب إيران، ورفض "الإجراءات الأحادية الأميركية تجاهها". بينما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، رغبة بلاده في "بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج".

وفي مؤتمر صحافي عقده الوزيران في بغداد، قال الحكيم إنّ "العلاقات الدولية والأحداث في المنطقة كانت محور الاجتماع مع ظريف"، مشددا "يجب أن تكون المنطقة آمنة، والاتصالات مستمرة مع دول المنطقة، لحل مرضٍ لجميع الأطراف".

وأكد وزير الخارجية العراقي أنّ "العراق ضد الإجراءات أحادية الجانب من أميركا"، موضحا أنّ بلاده "لا ترضى بهذه الإلزامات الأميركية مع إيران، ونحن نقف معها في موقفها".

وأعرب عن أمله في أن "يكون العراق وسيطا مناسبا للطرفين لحل الأزمة بينهما"، مشيرا إلى أنّ "الاجتماعات المشتركة مع الوزير الإيراني شهدت أيضا العديد من الجوانب، منها موضوع المدن الصناعية وسمات الدخول بين البلدين، ومشروع السكك الحديدية".

ووصل محمد جواد ظريف، مساء أمس، إلى بغداد، والتقى، في اجتماعات منفصلة، رؤساء الحكومة عادل عبد المهدي، والجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي.

من جهته، أكد ظريف، خلال المؤتمر نفسه، أنّ "إيران لم تنتهك الاتفاق النووي، وأنّ الإجراءات الأميركية في المنطقة متناقضة مع قرار مجلس الأمن الدولي باستخدام القوة والعنف".

وأكد وزير الخارجية الإيراني أنّ "طهران ستتصدى لأي تحركات باتجاه الحرب من أميركا، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، وسنواجه هذه التحركات بإرادة وصمود"، مؤكدا "نحن مع عقد اتفاقية لمنع الاعتداء على دول الخليج".

وأشار إلى أنّ بلاده "لديها رغبة في بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج، ولديها مباحثات جيدة جدا بشأن الظروف التي تعيشها المنطقة".

إلى ذلك، اتفق وزير الخارجية الإيراني مع المسؤولين العراقيين على استمرار التحرّك لتهدئة التصعيد الأميركي، بينما أكد مسؤولون أنّ "اللقاءات منحت العراق مساحة أوسع للعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران".

وبحسب بيان صدر عن مكتب عبد المهدي، فإنّه "بحث مع ظريف العلاقات المشتركة، والملفات التي اتفق عليها في زيارتي الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، وعبد المهدي إلى إيران"، مشيرا إلى أنّ "الجانبين بحثا أيضا الأوضاع الإقليمية والدولية، وكيفية تجنيب البلدين والمنطقة أضرار العقوبات ومخاطر الحرب".


وأضاف البيان أنّهما "أكدا أهمية الأمن والاستقرار للمنطقة، وكيفية الإبقاء على الاتفاق النووي وكل ما فيه مصلحة البلدين والشعبين وشعوب المنطقة".

من جهته، أكد مكتب صالح أنّه "بحث مع ظريف آخر المستجدات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وضرورة منع الحرب والتصعيد، والركون إلى التهدئة، واعتماد الحوار البناء من أجل ترسيخ أسس السلام في المنطقة"، وشددا على "بذل الجهود المشتركة لتجنيب المنطقة أضرار العقوبات، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الحالية".


وسلّم وزير الخارجية الإيراني الرئيس العراقي دعوة من الرئيس حسن روحاني لزيارة طهران، لـ"متابعة الملفات المشتركة".

وصالح، الذي زار إيران خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2018، يحظى بعلاقات طيبة مع طهران وواشنطن في آن واحد، الأمر الذي يجعله في موقع مناسب للوساطة بين الطرفين.



بدوره، أوضح الحلبوسي لظريف أنّ "العراق سيلعب دورا محوريا لخفض التصعيد بين طهران وواشنطن"، مؤكدا حرصه على "سلامة جيرانه وتجنب مخاطر الحرب".

ووفقا لمكتب الحلبوسي، فإنّ ظريف أكد أنّ بلاده "على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد في خفض التصعيد، ولا محدودية لدى طهران لحل المشاكل مع بلدان المنطقة".

على صعيد متصل، أكد مسؤول عراقي مطلع أنّ "زيارة ظريف منحت المسؤولين العراقيين مساحة أوسع في الوساطة لأجل التهدئة"، مبينا، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ظريف أبلغ الجانب العراقي استعداد طهران للقبول بالتهدئة، وعدم جرّ المنطقة إلى أزمات وحروب".

وأشار المسؤول ذاته إلى أنّ "ظريف بحث مع القادة العراقيين الخطوات اللاحقة التي سيجرونها لأجل ذلك، وضرورة تحشيد دول المنطقة إلى جانب العراق في هذه الوساطة، لتجنب مخاطر الحرب".

تأتي زيارة ظريف إلى بغداد في وقت تشهد فيه المنطقة احتقانا بسبب التصعيد الأميركي الإيراني، ومخاوف من اندلاع حرب بينهما، بينما يسعى العراق إلى لعب دور الوسيط لتخفيف حدّة الأزمة.

وأعلن عبد المهدي، الأسبوع الماضي، أنّ العراق يجري اتصالات عالية المستوى لتسوية أزمة المنطقة، مؤكدا أنه سيرسل وفودا إلى طهران وواشنطن من أجل إنهاء التوتر بين الطرفين.

ذات صلة

الصورة

سياسة

كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأن الرد الإيراني المرتقب أصبح وشيكاً جداً.
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة

سياسة

قرّرت شعبة الأمن في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تغلق مؤقتاً 28 سفارة إسرائيلية حول العالم، تحسباً لإقدام إيران على الانتقام لغارة دمشق.
الصورة

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق مغادرة جنود الوحدات القتالية ثكناتهم العسكرية مؤقتاً، وذلك بناء على تقييمه للوضع، مؤكداً أنه في حالة حرب