9 أسرى فلسطينيين يواصلون إضرابهم عن الطعام

9 أسرى فلسطينيين يواصلون إضرابهم عن الطعام

29 اغسطس 2019
دعماً للأسرى المضربين عن الطعام (مصطفى حسونة/ الأناضول)
+ الخط -

يواصل تسعة من أسرى فلسطينيين إضرابهم عن الطعام، وسط تجاهل إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي مطالبهم وفي ظل تدهور الحالة الصحية لعدد منهم. والأسرى بحسب بيان أصدره نادي الأسير الفلسطيني هم حذيفة حلبية المضرب عن الطعام منذ 60 يوماً، وأحمد غنام المضرب منذ 47 يوماً، وسلطان خلوف المضرب منذ 43 يوماً، وإسماعيل علي المضرب منذ 37 يوماً، وطارق قعدان المضرب منذ 30 يوماً، وناصر الجدع المضرب منذ23 يوماً، وثائر حمدان المضرب منذ 18 يوماً، وفادي الحروب المضرب منذ 17 يوماً، وهمام أبو رحمة (الريماوي) المضرب عن الطعام منذ أربعة أيام.

ويؤكد نادي الأسير الفلسطيني في بيانه أنّ "سلطات الاحتلال تتعمد المماطلة في تلبية مطالب الأسرى، وذلك في محاولة لإنهاكهم جسدياً والتسبب في إصابتهم بأمراض خطيرة، فجميعهم يعانون من تراجع واضح في أوضاعهم الصحية، وتحديداً من تجاوز إضرابهم أكثر من شهر، ويعاني غالبية الأسرى المضربين من أوجاع في كافة أنحاء الجسد، وانخفاض في الوزن، وهزال وضعف شديدين، والجزء الأكبر منهم أصبح يخرج لزيارة المحامي باستخدام كرسي متحرك، ومنهم من يعاني منذ أسابيع من تقيؤ لعصارة المعدة".

ويشير نادي الأسير إلى أنّ إدارة معتقلات الاحتلال تواصل فرض إجراءاتها القمعية الممنهجة بحقّ المضربين، منها عمليات النقل المتكررة بواسطة ما يسمّى عربة "البوسطة"، عدا عن سياسة الحرمان التي تحاول استهداف إنسانيتهم والضغط عليهم نفسياً، بالإضافة إلى المضايقات اليومية التي يفرضها السجّانون عبر التفتيش المتكرر والتعمد بإحضار الطعام أمام الأسرى المضربين عن الطعام. يُذكر أنّ الأسرى المضربين عن الطعام بمعظمهم يقبعون في معتقل "نيتسان الرملة".

من جهته، دخل الأسير حذيفة حلبية يومه الستين في إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري، وسط تخوّفات كبيرة على مصيره من جرّاء حالته الصحية الخطيرة. ويأتي ذلك في مقابل رفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطلبه المتمثّل بإنهاء اعتقاله الإداري. وقد أكّد حلبية عبر محاميه أنّه مستمر في إضرابه حتى تحقيق مطلبه، وأنّه سوف يصعّد إضرابه بالتوقف عن شرب المياه في بداية الشهر المقبل. تجدر الإشارة إلى أنّ الأسير حلبية يعاني مشكلات صحية رافقته منذ طفولته، إذ إنّه تعرّض إلى حروق بليغة في جسده وهو طفل وما زال يشكو آثارها. وفي وقت لاحق أصيب بسرطان الدم، وما زال في حاجة إلى متابعة صحية حثيثة بعدما شفي منه.


والأسير حلبية يبلغ من العمر 28 عاماً، وهو من بلدة أبو ديس الواقعة في جنوب شرق القدس، وقد تعرّض للاعتقال ثلاث مرّات (2013 و2016 و2018) قبل اعتقاله الأخير الذي تمّ كذلك في عام 2018، تحديداً في العاشر من يونيو/ حزيران، فحوّلته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري وهو الأوّل له. وفي خلال اعتقاله الأخير، أصدرت سلطات الاحتلال ثلاثة أوامر اعتقال إداري في حقّه، الأوّل لستّة شهور والثاني للمدّة نفسها والثالث (الحالي) لأربعة شهور. يُذكر أنّه قبل عام من إعادة اعتقاله، تزوّج الأسير حلبية وأبصرت طفلته مجدل النور قبل ستّة شهور فيما هو رهن الاعتقال.

وكان عشرات الأسرى الإداريين قد خاضوا منذ بداية العام الجاري إضرابات عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري، وكذلك على خلفية مطالب أخرى منها العلاج. وعدد الأسرى الإداريين في معتقلات الاحتلال يُقدَّر بنحو 500 أسير إداري يقبعون في معتقلات عوفر ومجدو والنقب.

من جهة أخرى، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان لها مساء اليوم الخميس، بأنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي نقلت أوّل من أمس الأسير إسماعيل علي المضرب عن الطعام منذ 37 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري، من عزل النقب إلى عزل سجن إيلا. أضافت الهيئة أنّ "الأسير علي فقد من وزنه قرابة 14 كيلوغراماً خلال إضرابه، ويعاني من أوجاع في المفاصل وأوجاع في عضلة القلب والكلى، ويقبع في زنزانة ضيقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية ويتعرض لضغوطات من قبل الإدارة لإجباره على فك إضرابه".
في سياق متصل، حذّر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر في تصريحات من تفاقم الجرائم الطبية في حقّ الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ إنّ إدارة السجون تتفرّد بهم وتحرمهم حقوقهم في العلاج وتناول الأدوية، وذلك استجابة لرغبات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شاباك" والمتطرّفين في حكومة الاحتلال وقواته. وأوضح أبو بكر أنّ حالات عدّة في صفوف الأسرى تنتظر الموت، إذ إنّ المرضى يُلقون في زنازينهم وغرفهم فريسة للأمراض التي تفتك بهم، فتتآكل أجسادهم وتتعالى أصوات أوجاعهم من دون أن تحرّك إدارة السجون ساكناً سوى تقديم بعض مسكّنات بسيطة لا تفي بأيّ غرض علاجي.


وطالب أبو بكر كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الخروج من هذا الصمت المنافي لقيمها ومبادئها، مؤكداً أنّ استمرارها على هذه الحالة يأتي بمثابة ضوء أخضر للاحتلال للمضيّ في جرائمه. وتساءل: "ماذا يريد الاحتلال من الأسرى المرضى بعد أن غرس أمراضاً قاتلة في أجسادهم؟ فالأسيران بسام السايح وسامي أبو دياك قريبان من الموت أكثر من أيّ لحظة مضت، ونهش السرطان جسديهما، وهما في حاجة إلى تدخلات طبية ضخمة لإنقاذ حياتهما، فيما محاكم الاحتلال تردّ كل الالتماسات التي تقدّمها الهيئة للإفراج عنهما. والجهة الوحيدة القادرة على اختراق عنصرية وحقد الاحتلال هي المجتمع الدولي، لذلك عليه أن يتحرك سريعاً".