صقر أبو فخر

مشرق عربي من دون سورية متماسكة، ومن دون عراق قوي، سيكون مجرّد مدى جغرافي مفتوح تصطرع فيه وعلى موقعه وموارده، جميع المذاهب والطوائف والإثنيات والعشائر..

لم يكن الوجود الفلسطيني المسلّح بلبنان سبب اندلاع الحرب الأهلية، كما يذهب أصحاب منازع طائفية وحزبية، بل كان الفلسطينيون ضحايا الحرب وفواجعها السياسية والأمنية.

مَن وقف، من العرب والسوريين، ضد الاستبداد العربي لا يجوز له أن يُغرم بإسرائيل الفاشية، ومَن يختزن الكره لإيران ليس عليه أن يحبّ إسرائيل.

بينما كان علي قزق على وشك الإقلاع نحو فلسطين، فاجأه الموت، لتنتهي بذلك حكاية لجوء وغربة وألم وتشرّد، تختصر الوجع الفلسطيني.

أبيدت غزّة، وجُبلت رمالها بدماء الشهداء وعظامهم، وما زال التفاوض يدور على إطلاق أسير وخمس جثث، أو خمسة أسرى وعشر جثث أو عشرة أسرى وبعض الجثث.

من الخُبال القول إن إسرائيل، وفي ظهرها أميركا وأوروبا كذلك، لم تحقّق كثيراً من أهدافها القريبة والبعيدة في الحرب على غزة؛ إذ غيّرت ملامح الشرق العربي كلّه.

على المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي سينعقد في الدوحة قريبا وضع برنامج سياسي مشترك يتيح استمرار النضال في المرحلة المقبلة على أسس مستجدة، وبرؤى سياسية جديدة.

كلّ ميدان وله في جواره ميدان نقيض، هذه هي رقعة الشطرنج التي دامت قرابة الستّين سنة أو أزيد. أمّا الآن، فقد انتهى زمن الأسود والأبيض.

هناك نغمات سياسية ترنّ بين الفينة والأخرى، وتدعو إلى صوغ دستور جديد لسورية ينصّ على أن في سورية قوميتَين متساويتَين هما العربية والكردية، وتُغفَل إثنيات أخرى.