عن وأد النساء في عالمنا العربي

عن وأد النساء في عالمنا العربي

08 ديسمبر 2020
+ الخط -

رغم أن عصر الجاهلية قد انتهى إلا أن الوأد لم ينته بعد. ولا تزال قصص ضحايا الوأد تتناولها وسائل الإعلام ويندد بها الجميع وتتظاهر ضدها الجمعيات والمنظمات التي تدعو لإيقاف العنف وجرائم القتل ضد النساء.

2020، سنة مليئة بدماء الكثير من النساء العربيات، فهي سنة القتل والاغتصاب والتنكيل بهن، ولئن تنوعت القصص والدول، فإن الضحية كانت واحدة. نروي لكم قصصهن ونسلط الضوء على العنف الذي لا يزال يلاحق المرأة العربية مهما كان سنها: طفلة وشابة ومسنة.

في الجزائر  

من القصص الصادمة التي هزت الجزائر قصة شيماء سعدو، الشابة البالغة من العمر 19 عاماً، والتي تعرضت للضرب والاغتصاب والطعن بسكين، ثم تم حرقها حية قبل أن يعثر على جثتها متفحمة في محطة وقود مهجورة خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل الفارط. منذ بداية هذا العام تم تسجيل 39 جريمة قتل بحق النساء في الجزائر، بحسب ما ذكرته مجموعة "الجيري فيمنيسد"، التي تهتم بقضايا المرأة، إلا أنّ الرقم أكبر بكثير، بحسب المجموعة.

في تونس "رحمة التي لم تُرَحم"

عثر على جثة رحمة بمجرى مياه بعد أربعة أيام من البحث عنها. وكان قد تم إلقاء القبض على القاتل الذي اعترف بأنه شاهد الضحية فتتبعها ودفعها بمجرى مياه بين الأشجار، ثم اعتدى عليها وخنقها بيديه حتى يتأكد من وفاتها وسرق هاتفها.

خلقت هذه الحادثة حالة من الغضب في صفوف التونسيين الذين تظاهروا مطالبين بتطبيق عقوبة الإعدام على الجاني. أما المنظمات والجمعيات المنضوية في التحالف الوطني لمناهضة العنف، فاعتبرت أن العنف جريمة والتطبيع معه جريمة، وعاهدت رحمة وكل شهيدات الحرية على مواصلة النضال حتى القضاء على ظاهرة العنف والتمييز والعدوان.

جريمة ابنة الـ14 ربيعاً في لبنان

زينب الحسيني، الفتاة اللبنانية، ابنة الـ14 ربيعاً، هزت جريمة قتلها الرأي العام في لبنان، بعدما صعدت روحها إلى بارئها في حريق داخل شقة مهجورة، قرب الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت. "المنطقة التناسلية كانت محترقة بشكل كبير، ما حال دون التأكد من ذلك، فقد تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة من إصبع قدمها حتى رأسها"، هذه كانت إجابة الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثة، حين سئل عما إذا كانت زينب قد تعرضت للاغتصاب قبل حرقها، وأكد أنه عند احتراقها كانت لا تزال الروح في جسدها، والدليل وجود السخام، أي غبار الدخان، في القصبة الهوائية.

إن العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا العربي اليوم، ناهيك أن الشارع لم يعد المكان الوحيد الذي يهدد حياة المرأة، بل حتى بمنزلها وبين أفراد أسرتها وفي بيت زوجها يتم ضربها وختانها واغتصابها تحت غطاء القوانين وبتعلة المحافظة على الشرف وغيرها من التعلات السخيفة.

رغم مرور عشرين سنة على ذكرى اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يوافق يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، إلا أن الأرقام مفزعة ورهيبة التي تشير إلى أن حوالي 137 امرأة يقتلن يومياً. ورغم الضبابية حول الأرقام والإحصائيات في العالم العربي بشأن هذه الظاهرة، إلا أنَّ الأخبار التي نكاد نسمعها أو نقرأها تنبئ بأنها كارثية، وبأنّ العنف لا يزال مقبولاً، فالتقرير المعنون "عصر جديد للفتيات" مشترك بين كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الخطة الدولية غير الحكوميَّة، والذي يشير إلى أنَّه كل عام تتزوج 12 مليون طفلة، وتتعرض أربعة ملايين فتاة لخطر الختان. وعلاوة على ذلك، فإن واحدة من بين كل 20 فتاة بأعمار بين 15 و19 تعرّضت للاغتصاب.

لمياء/ مدوّنة
لمياء جدلاوي
صحفية خريجة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس، وناشطة في مجال حقوق المرأة. تقول: "لن يكون لدينا ما نحيا من أجله إذا لم نكن على استعداد أن نموت من أجله".