جمال حمدان.. ما يشبه ألبوماً شخصياً

جمال حمدان.. ما يشبه ألبوماً شخصياً

09 فبراير 2015
حمدان متوسطاً صحبه
+ الخط -

يبدو كتاب "جمال حمدان وعبقرية المكان"، الذي صدر أخيراً عن مكتبة الإسكندرية، مناسبة لاستعادة الجغرافي والمفكر الاستراتيجي المصري جمال حمدان (1928 - 1993)، صاحب المشروع النهضوي، الذي قضى اغتيالاً في جريمة دبّرها الموساد الإسرائيلي.

الكتاب الذي أعدّه الباحثان محمد غنيمة وأيمن منصور، تضمّن عدداً من الوثائق الشخصية التي تعرض للمرة الأولى عن نشأة وتاريخ حمدان، وذلك في خمسة فصول، احتوت كمّاً هائلاً من المعلومات والمصادر الأولية التي تعد في مضمونها ببليوجرافيا متكاملة لحمدان، ومؤلفاته، والمؤلفات التي نُشرت عنه.

الفصل الأول من الكتاب، الذي خمل عنوان "محطات على الطريق"، تضمن حياة الدكتور جمال حمدان الشخصية، منذ نشأته الأولى في قرية ناي، التابعة لمركز القليوبية، إلى انتقاله مع أسرته إلى القاهرة، ودخوله المدرسة التوفيقية التي ظهرت فيها نجابته وحبّه لعلوم الجغرافيا. كما يستعرض فترة دراسته في جامعة فؤاد الأول، القاهرة حالياً، وعلاقته بأساتذته، وحبه للخطّ العربي، إلى جانب كمية من الصور والشهادات والوثائق والمراسلات، التي لم تُنشر من قبل.

وعن شخصية حمدان، يتحدّث الباحثان عن عزوفه عن المشاركة الاجتماعية، واختياره العيش وحيداً يبحث ويؤلف. وتحت عنوان "جوائز وتكريم" يطالع القارئ كل الجوائز والتكريمات التي حصل عليها، ومن بينها "جائزة الدولة التقديرية" في 1986، التي رفضها لأنها قُدّمت له بشكلٍ غير لائق.

وتحت عنوان "علامات استفهام حوله وفاته" نشرت المقالات التي غطّت اغتياله، إلى جانب صورٍ نادرة لشقته بعد حادث الحريق الذي رافقته سرقة مخطوطات من بيته. كما وضع المؤلفان مقالة لم تنشر من قبل، تحت عنوان "من إسرائيل فلسطين جوانب استراتيجية في معركة العودة".

"حمدان والجغرافيا"، الفصل الثاني، استعرض رؤيا صاحب "شخصية مصر" لعلم الجغرافيا، ورؤيته الاستراتيجية، وتنبؤه بثورات العربية، وأيضاً تنبؤه بانهيار الاتحاد السوفييتي، وتراجع الساحل الشمالي للدلتا النيل، وصعود التيار الإسلامي.

أما الفصل الثالث فيعرض آراء حمدان في القضايا المصرية؛ الشخصية المصرية، والسد العالي، والمسلمون والأقباط ووحدة الحضارة والوطن، وبعض الرسائل التي أرسلها إلى الحكومة المصرية ولأقباط مصر والعالم الغربي.

يُخصص الفصل الرابع لكتب حمدان، حيث يقوم غنيمة ومنصور بإجراء مقارنة بين النسخ الأولى من كتاب "شخصية مصر" الذي صدر 1967، وكتاب "شخصية مصر الوسيط" الذي صدر في السبعينيات، وعمله الأكبر "موسوعة شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان". كما يتضمن الفصل عرضاً لمجموعة كبيرة من كتبه مثل "بترول العرب"، و"اليهود أنثروبولوجيا"، و"استراتيجية الاستعمار والتحرير"، و"العالم الإسلامي المعاصر".

الفصل الخامس يحمل عنوان "من روائع مخطوطات حمدان"، ويضم بعضاً من مسوداته، ومجموعة من أفكاره التي تتناول القضايا المصرية والعربية والعالمية ولم تنشر من قبل. ويتضمن الفصا أيضاً مجموعة من أعماله الإبداعية في الرسم والخط العربي، والجدير بالذكر أنّ جمال حمدان كان يقوم برسم وتصميم أغلفة كتبه بنفسه.

دلالات

المساهمون