"أكاديمية دارة الفنون الصيفية": الصوت كوسيط فنّي
"أكاديمية دارة الفنون الصيفية": الصوت كوسيط فنّي
في عام 1999، أنشأت "مؤسسة خالد شومان/ دارة الفنون" في عمّان أكاديمية صيفية، تحت إشراف الفنان السوري مروان قصّاب باشي (1934 - 2016) الذي أدارها في دوراتها الأربع الأولى، لتتطوّر ضمن سلسلة من الدورات المُكثّفة التي يقدّمها فنّانون وقيِّمون وأكاديميون، شارك فيها أكثر من ستّين فنّاناً من الأردن وفلسطين وسورية ولبنان ومصر والعراق.
"بريكولاجات صوتية" عنوان الأكاديمية لهذا العام، والتي يستكشف برنامجُها دور الصوت كوسيط فنّي من خلال تجميع الصوت وتسجيله وبثّه، حيث تنطلق فعالياتها في الأول من الشهر المقبل وتتواصل حتى الحادي والثلاثين منه.
يتضمّن البرنامج "مجموعة من ورشات العمل وجلسات الاستماع يقوم بتيسيرها مختصّون في فنّ الصوت والموسيقى والتجارب الصوتية، حيث تشمل الورشات جوانب مفاهيمية ونظرية وعمَلية تتشابك معاً بهدف صياغة فهم أوسع لمادة الصوت كوسيط"، بحسب بيان المُنظِّمين.
يتضمّن البرنامج مجموعة من ورشات العمل وجلسات الاستماع في فن الصوت والموسيقى والتجارب الصوتية
لا يتطلّب التقدّم لبرنامج الأكاديمية الصيفية أيّ خبرات سابقة في الإنتاج الصوتي أو صناعة الموسيقى، حيث الدعوة مفتوحة للفنّانين البَصريِّين وفنّاني الأداء والموسيقيّين والباحثين وطلَبة الفنون، والمهتمّين باستكشاف الصوت وسيطاً رئيسياً، والأبعاد المرتبطة باستخدامه ثقافياً وسياسياً.
يتناول الجزء الأول من الأكاديمية موضوع "التسجيل والخرائط الصوتية" بتيسير الفنانة والباحثة يارا مكاوي، حيث يستعرض فن تسجيل أصوات الأماكن من عدة مواقع، وطرق استخدام تلك التسجيلات الميدانية في بناء خرائط صوتية، ويتعلم المشاركون استخدام معدات التسجيل المختلفة لالتقاط مقاطع صوتية متنوعة، وكيفية تحرير ومعالجة الأصوات رقمياً، وأساليب تحليل الصوت وتفسيره لإنشاء تمثيلات صوتية تعكس المواقع التي تم تسجيل أصواتها، بالإضافة إلى خلق تجارب صوتية فريدة يندمج المستمعون معها.
أما الجزء الثاني، فيحمل عنوان "تَصوُّت تخيلية عربية" بتيسير الفنان والموسيقي والباحث خيام اللامي، ويبحث نظرياً وعملياً في خطوات إنشاء الموسيقى العربية وفنّ الصوت من المفهوم إلى التطبيق.
ويضيء الفنان والموسيقي جو نعمة في الجزء الثالث "المشاعات الصوتية" تاريخ وسياسات وتخريب الأصوات في الأماكن العامة، وعلاقتها بالقوانين والتراث والاقتصاد، إلى جانب جلسة إضافية بعنوان "راديو الحارة كمساحة صوتية عامة"، تناقش تجربة المحطة الإذاعية الفلسطينية التي تبثّ من بيت لحم منذ آذار/ مارس 2020.
يُذكر أن "دارة الفنون" تستقبل طلبات المشاركة في الأكاديمية حتى العاشر من الشهر الجاري، حيث سيقبل عشرة مشاركين هذا العام للالتحاق بالبرنامج الذي ينعقد وجاهيّاً عبر سلسلة من ورشات العمل واللقاءات والعروض الصوتية والموسيقية من قبل هيئة التدريس.
