استعادة زكريا الزيني.. ما تخفيه الأقنعة وتكشفه

استعادة زكريا الزيني.. ما تخفيه الأقنعة وتكشفه

09 أكتوبر 2023
جانب من المعرض
+ الخط -

بعد ثلاثين عاماً على رحيله، يستعيد "غاليري سفرخان" في القاهرة بعضاً من أعمال التشكيلي المصري زكريا الزيني (1935 - 1993)، عبر معرض يحمل عنوان "فُلكلور"، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وهو الأول بعد سبع سنوات على آخر معرض أُقيم للفنان في هذا الغاليري.

يُعدّ الزيني من جيل تأثّر بـ التيارات الفنّية التي بدأت تشقُّ طريقها منذ منتصف القرن الماضي، ومن هنا يُمكن أن نقرأ استحضاره الواقعي للطقوس الشعبية على مختلف أشكالها، بدءاً من جلسات الزار وموالد الأولياء الصاخبة بالألوان والأصوات والفرح، وليس انتهاءً بالرموز المأخوذة من الحارات التقليدية، والتراث الأفريقي بشكل عام، خاصة القناع الذي يُشكّل توقيعاً خاصاً له.

هذه الانطلاقة الواقعية نُلاحظها في جزءٍ أعمال المعرض، بل يُمكن القول إنها مُستحضرة منذ العنوان، حيث يُخيّم هذا المزيج السحري ذي الارتباط القوي ببداياته. قبل أن تمتدّ اللوحات لتشمل تشكيلة أوسع من الخامات والوسائط بما في ذلك؛ الزيوت والألوان المائية والرسومات بقلم الرصاص والطباعة الحجرية، والتراكيب التصويرية والتجريدية والثابتة. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

في المقابل ظلّت عوالم الزيني بعيدة عن الأمكنة المألوفة لبرجوازيّي المُدن سواء في القاهرة الحديثة أو غيرها، كيف لا وهو ابن حي السيدة زينب؟ إذ انصبّ اهتمامُه على استكشاف مواطن وعادات الطبقات الدنيا التي التقط، من خلالها، مشاهد مجتمعية منسيّة في كثير من الأحيان، وبهذا عبرت لوحتُه إلى حدود أوسع.

هذه العاطفة الحارّة تُترجمُ لونياً بضربات كثيفة أحياناً، يبدو فيها اللون محمولاً على أقوى درجاته، ولا يهدأ إلّا في زوايا اللوحة وعند حوافها. ولم تتغير هذه التقنية في أعماله حتى لو انتقلنا من الواقعي إلى التجريدي منها، بل على العكس تماماً، إذ يوفّر الغموض لها مساحات أكبر تندمج فيها مع محيط من الأشكال الهندسية المتداخلة.

الصورة
من المعرض
من المعرض

أما على مستوى الموضوعات، فالاغتراب والوحدة أكثر ما يُطالع المتأمّل في لوحاته. كما أن الإنسان الذي نراه من خلال تقنية الأقنعة، ليس لغزاً مُختبئاً، بل حالة مكشوفة نُعايشها يومياً، ولا تبتعد كثيراً عن أن تكون مرآة لذواتنا الداخلية.

يُشار إلى أن في رصيد الزيني العشرات من المعارض الفردية والجماعية، بدأها في الإسكندرية والبندقية التي حصل من "أكاديمية الفنون الجميلة" فيها على دبلوم بالتصوير عام 1964. ومن المعارض الاستعادية التي أقيمت لأعمال في الأعوام الأخيرة: "من مختار إلى جاذبية" (2019)، و"ذاكرة أتيلية القاهرة" (2022)، و"مختارات عربية" هذا العام.

المساهمون