استلهام باية محيي الدين

استلهام باية محيي الدين

29 مايو 2021
(عمل لباية محيي الدين)
+ الخط -

كانت فاطمة حدّاد (1931 - 1998) في الثالثة عشرة من عُمرها حين بدأت الرسم الذي كانت أدواتُها الأولى فيه هديةً حصلت عليها مِن أشخاصٍ أُعجبوا بمجسّمات لحيوانات وشخصيات كانت تُنجزها مِن الطين. وكما حدث مع مجسّماتها الصغيرة، ستلفتُ الرسوماتُ، أيضاً، أنظار المهتمّين بالفنّ التشكيلي؛ من بينهم المقتني الفرنسي إيمي ماغت الذي كان يُدير مؤسَّسةً للفنون تحمل اسمه.

ستلقى أعمالُها، التي تندرجُ ضمن ما يُسمّى "الفنّ الفطري" أو "الفن الساذج"، نجاحاً لافتاً، في أوّل معارضها. كان ذلك في باريس عام 1947، ولم تكُن حينها تتجاوز السادسة عشرة مِن عُمرها. هكذا، ستكون هذه المراهِقة القادمة من المستعمَرة الفرنسية نجمةً لغلاف مجلّة "فوغ"، وستلتقي بفنّانين عالميّين؛ من بينهم بابلو بيكاسو الذي التحقت بمرسمه لأشهر، وجورج براك؛ أحد روّاد المدرسة التكعيبية.

وقّعت فاطمة حدّاد لوحاتها باسم مستعار ستشتهر به، هو باية، والذي ستُضيف إليه اسم محيي الدين، وهو لقب زوجها الموسيقيّ الجزائري المتخصّص في الموسيقى الأندلسية محفوظ محيي الدين.

وتُمثّل باية، إلى اليوم، إحدى علامات الفنّ التشكيلي الجزائري، وإحدى أيقونات الفن الفطري التي ظلّت تُستَلهم من الفنّانين الذين أتوا مِن بعدها. مِن ذلك ما نلمسهُ في معرض "عبق الريشة في عالَم الألوان والأشكال" الذي افتُتح الأربعاء الماضي في "قصر ريّاس البحر" بالجزائر العاصمة، ويُختَتم اليوم السبت.

يحتفي المعرض بأعمال باية مِن خلال تسعين لوحةً لخمسةٍ أربعين فنّاناً جزائرياً قادمين من خلفياتٍ ومدن وتيارات فنّية مختلفة. وإلى جانب الفنّانين الجزائريّين، تُشارك في المعرض أعمالٌ للنحّات الفلسطيني زكي سلام، وزوجته التشكيلية هنا ديب.

في هذه اللوحات، تحضر وجوه النساء وعناصر من الحياة اليومية في الجزائر، ورموزٌ وأشكال من التراث الوطني، ضمن رسومات تتنوّع بين التوضيحية والتجريدية والتعبيرية، وتقنيات تتنوّع بين الزيت والباستيل والأكريليك.

يأتي المعرض ضمن فعاليات "الصالون الوطني للفنون التشكيلية" الذي تُنظّمه "جمعية لوسيوس للفنون والآداب"، ويتضمّن، أيضاً، ندوةً حول تجربة باية، إلى جانب زياراتٍ إلى متاحف ومواقع أثرية في الجزائر العاصمة وتيبازة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون