"المكتبة السينمائية التونسية": استعادة كارلوس ساورا

"المكتبة السينمائية التونسية": استعادة كارلوس ساورا

18 يونيو 2023
كارلوس ساورا (Getty)
+ الخط -

في شباط/ فبراير الماضي، رحَل كارلوس ساورا عن أكثر من ثلاثين فيلماً روائياً ركّز نقده الضمني في جانب منها على العقد النفسية والمشكلات الاجتماعية في ظلّ دكتاتورية الجنرال فرانكو، في ما عُرف بـ"سينما المقاومة"، مهتمّاً بفهمّ التحوّلات الكبرى التي شهدتها إسبانيا منذ الحرب الأهلية عام 1936 حتى رحيل الدكتاتور.

ورغم أن المخرج الإسباني (1932 - 2023) توجّه إلى تقديم أعمالٍ حول الموسيقى والرقص تحتفي بتراث بلاده بما يتضمّنه من طبقات ثقافية متعدّدة، ونصوص أدبية تَمثّلها بكوريغرافيا بصرية مبهجة، إلا أنه عاد لاستكشاف تداعيات الحرب الأهلية وتشوّهات المجتمع تحت الاستبداد في أكثر من فيلم مثل "آي، كراميلا".

تستعيد "المكتبة السينمائية التونسية" في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" بتونس العاصمة عند السادسة والنصف من مساء بعد غدٍ الثلاثاء تجربة المخرج الإسباني، ضمن برنامج عروض ولقاءات بعنوان "كارلوس ساورا، صانع أفلام الرقص والذاكرة" يتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

الصورة
من فيلم "تربية الغربان" (1976)
من فيلم "تربية الغربان" (1976)

البرنامج الذي يُقام بالتعاون مع "معهد ثربانتس" في تونس، يُفتتح بفيلم "الصيد" (1966) الذي يروي قصة رجال يخرجون لصيد الأرانب في مزرعة كانت، أثناء الحرب الأهلية، موقع مواجهة بين الجمهوريين والملكيين.

ويُعرض الخميس المقبل فيلم "تربية الغربان" (1976)، الذي يتناول حياة آنا الحزينة المفتونة بالموت، بعد أن شهدت موت والدتها المؤلم وموت والدها في الفراش، وتنشأ مع شقيقتيها في بيت عمتها الصارمة، ويحاولن معاً التأقلم مع الواقع الجديد.

أما فيلم "إلسا، حياتي" (1977)، الذي يُعرض الجمعة المقبل، فتدور أحداثه حول إلسا التي لم تر والدها منذ تسع سنوات، وفي خضم اكتشافها لخيانة زوجها، تتلقّى برقية من أختها إيزابيل تخبرها بمرض أبيها، فتقرّر السفر والبقاء معه، وحينها تصير علاقتهما أكثر عمقاً، ما يساعدها على اتخاذ قرارات جديدة بشأن حياتها.

تتضمن التظاهرة عرض أفلام أُخرى أخرجها كارلوس في فترة لاحقة، مثل "عرس الدم" (1981) المقتبس عن مسرحية لوركا بالعنوان ذاته، و"آي، كراميلا" (1990)، و"غويا في بوردو" (1999)، و"إيبيريا" (2005) المستوحى من أعمال المؤلّف الموسيقي الإسباني إسحق ألبينيز (1860 - 1909).

كما يقام عند الحادية عشرة من صباح الجمعة لقاء مع الباحث الإسباني غابرييل دومينيك غونزاليس تحت عنوان "ساورا، في الذاكرة"، حيث يضيء فيه مختلف الابتكارات السردية والشكلية في تجربة ساورا الذي سعى إلى دمج مساهمات من فنون أُخرى، مثل الأدب والمسرح والرسم، في أفلامه.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون