جوزيه ساراماغو.. أرشيف الرقابة على الكاتب البرتغالي

جوزيه ساراماغو.. أرشيف الرقابة على الكاتب البرتغالي

03 اغسطس 2022
(ساراماغو في مدينة ساوباولو البرازيلية، 2008، (Getty)
+ الخط -

في مذكّراته ورواياته ومقالاته، ظلّ جوزيه ساراموغو يوجّه سهام نقده اللاذع باتجاهات عدّة؛ النظام الدكتاتوري الذي حكم بلاده لأكثر من أربعة عقود، وهيمنة الولايات المتّحدة التي يقودها "رؤساء صغار"، واحتكار الأقلّية لثروات العالم في ظلّ توحّش الرأسمالية، بالإضافة إلى مواقفه الناقدة للكنيسة الكاثوليكية.

يُحتفى هذا العام بمرور مئة سنة على مولد الكاتب البرتغالي (1922 - 2010) الذي تعرّض للنفيّ الذي رحل فيه، وإلى حجب أعماله لفترات طويلة في البرتغال وتحريض القوى اليمينية والمحافظة في القارة الأوروبية بسبب مواقفه الراديكالية ضدّها.

افتتح أمس الثلاثاء في "دار المحفوظات الوطنية توري دو تومبو" (ANTT) ببرشلونة معرض وثائقي ببليوغرافي يلقي نظرة على حياة ساراماغو، من خلال شهادات من مجموعات مختلفة، وبالتحديد المراسلات الشخصية والصور.

الصورة
(ساراماغو في اجتماع ببرشلونة عام 1974، من المعرض)
(ساراماغو في اجتماع ببرشلونة عام 1974، من المعرض)

يتضمّن المعرض، الذي يتواصل حتى السادس من الشهر المقبل، وثائق من أرشيف الدولة البرتغالية، مركّزاً على وثائق لم تُكشف من قبل حول سيرة حياة الروائي والناشط السياسي وعمله، مع التركيز بشكل خاص على السنوات التي كان خلالها تحت مراقبة السلطات إبان حكم الرئيسين أنطونيو أوليفيرا سالازار ومارسيلو كايتانو.

وتُعرض مجموعة من الملفّات التي قرّرت الشرطة السياسية فتحها للجمهور، ومنها رسالة وجّهها إلى فيولانت التي جرى اعتقالها عام 1973 بعد مشاركتها في احتفالات الأول من أيار/ مايو؛ عيد العمال، واستمرّ نشاطها كمعارضة سياسية حتى انتُخبت نائبة في "الجمعية التشريعية" عام 1996.

تبيّن الوثائق كيف جرى طرد ساراماغو من عمله في إحدى هيئات الضمان الاجتماعي عام 1949، وتكرّر الحال عند التحاقه بوظائف أخرى بعد ذلك، كما تضيء بعض الأوراق تفاصيل تأسيسه مجلّة أسبوعية باسم "أو ديابو" (الشيطان) عام 1973، حيث وُضع منذ ذلك الوقت ضمن نطاق المراقبة التي كاتب تُمارس عادةً على الناشطين السياسيين الذين لم يتوافقوا مع المثل العليا للدولة، بحسب التهمة التي كانت توجّه إليهم من قبل السلطة.

وتُعرص أيضاً رسالة تلقّاها صاحب رواية "العمى" من الموسيقي البرتغالي لويس سيليا من أجل تلحين بعض قصائده سنة 1969، بالإضافة إلى أرشيف صور فوتوغرافية تعود للكاتب في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، ونُسَخ من الطبعات الأولى من كتبه التي تُرجمت إلى اليابانية والبنغالية والإستونية والرومانية والألبانية والإسبانية وغيرها.

المساهمون