مئوية السينما التونسية.. ماذا غير الاحتفالات والتكريمات؟

مئوية السينما التونسية.. ماذا غير الاحتفالات والتكريمات؟

06 نوفمبر 2022
"برج شِكلي"، حيث أُقيمت الاحتفالية (وزارة الثقافة التونسية)
+ الخط -

تَعود بدايات السينما في تونس إلى 1896؛ السنةِ التي صوّر فيها الأخوان أغوست ولويس لوميير مشاهدَ حيّةً لشوارع في مدينة تونس. أمّا البداية الفعلية، فكانت عام 1922؛ مع عرْض أوّل فيلم سينمائي تونسي - وهو شريطٌ روائي قصير بعنوان "زُهرة" - حمل توقيع ألبير شمامة شِكلي (1872 - 1933).

يعود اسم شِكلي هذه الأيّام لمناسبة مرور مئة عامٍ على بداية السينما التونسية؛ وهي المناسَبة التي تَستعيدها وزارةُ الثقافة في البلاد باحتفاليةٍ أُقيمت الأربعاء الماضي في جزيرة شِكلي التي تتوسَّط بحيرةَ تونس الشمالية قبالةَ تونس العاصمة.

يأتي اختيارُ الجزيرة، التي تُسمّى أيضاً شيكلي وشِكلة، مكاناً لإقامة الاحتفالية لكونها، مثلما نقرأ في صفحة الوزارة، تحمل اسمَ "رائد السينما التونسية"، والذي تذكُر بعض المصادر أنّه كان يُقيم حفلاتٍ فنّيةً في "بُرج شِكلي" الذي بناه الإسبان عند احتلالهم تونس في القرن السادس عشر. غير أنّ الرواية تبدو ضعيفة؛ بالنظر إلى ورُود اسم شِكلي في مصادر تاريخية سبقت زمن ألبير شمامة شِكلي؛ ومِن ذلك كتابُ "المؤنس في أخبار إفريقية وتونس" لابن أبي دينار القيرواني (ت 1690).

تمثّل الفعالية انطلاقاً رسمياً لبرنامج احتفالي يستمرّ سنة كاملة

أيّاً كان، فإنّ الاحتفالية، التي تزامَنت مع تنظيم فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من "أيام قرطاج السينمائية" (أُقيمت بين التاسع والعشرين من الشهر الماضي والرابع من الشهر الجاري)، ركّزت في جزءٍ كبير منها على الجانب الرسمي، مثل كلمة وزيرة الثقافة حياة قطّاط القرمازي التي تحدّثت عن "خصوصية السينما التونسية وما حملته من هواجس وقضايا إنسانية واجتماعية وسياسية"، وعن توفُّر البلاد على "مواقع ومعالم ومناظر طبيعية كانت وجهة لصنّاع السينما في العالم"، وضرورة البناء على ذلك "من أجل خلق صناعة سينمائية كاملة الشروط، ليكون هذا الفنّ، فضلاً عن قيمته الإبداعية والجمالية، مُحرّكاً للتنمية وخلق الثروة ودفع الاقتصاد الوطني".

شهدت الاحتفالية تكريم عددٍ من صنّاع السينما في تونس؛ وهُم جويدة تمزالي (حفيدة ألبير شمامة شكلي)، والممثّل الحبيب الشعري، والمخرجة سلمى بكّار، والممثّلة منى نور الدين، والصحافي والناقد السينمائي خميس الخياطي، والمنتج عبد العزيز بن ملوكة، ومدير التصوير أحمد بنّيس، والمُخرج عبد اللطيف بن عمار.

أمّا الفعاليات الثقافية، فاقتصرت على عرض فيديو يوثّق لأبرز المحطّات في السينما التونسية، وأبرز الأفلام التونسية التي أُنتجت خلال مئة عام ولاقت صدىً في المهرجانات السينمائية، إلى جانب عرضٍ موسيقي قدّمه "الأوركستر السمفوني التونسي" بقيادة المايسترو محمد بوسلامة، وتضمّن عزفاً لمقاطع موسيقية من بعض الأفلام التونسية؛ مثل: "عصفور السطح" (1990) و"صيف حلق الوادي" (1996) لفريد بوغدير، والأجنبية؛ مثل: "كريستوف كولومب"، و"جيمس بوند"، و"ماتريكس"، وتيتانيك"، و"غلادياتور".

تمثّل الاحتفالية انطلاقاً رسمياً لبرنامج تُسمّيه وزارة الثقافة "سنة الاحتفاء بمرور مئة عام عن السينما في تونس"، ولم تكشف عن مضامينه حتى الآن.

المساهمون