مع غزّة: جوخة الحارثي

مع غزّة: جوخة الحارثي

20 فبراير 2024
جوخة الحارثي في "مهرجان هاي للآداب والفنون" بمقاطعة ويلز البريطانية، 2019 (Getty)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء. "تحرُّر فلسطين معتقَدٌ لا نتخلّى عنه"، تقول الروائية العُمانية.


ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- الأطفال: أحلامهم التي صودِرَت، لعبهم الني سُحِقَت، دروسهم التي توقّفت، جوعهم، أطرافهم المبتورة، جروح أجسامهم وأرواحهم، الآباء والأمّهات والإخوة والأخوات ورفاق اللعب الذين لم يعودوا إلى جانبهم لأنّهم استشهدوا. والأمّهات: لم يحببن أطفالهنّ الذين قُتلوا أقلّ ممّا نُحبّ أطفالنا.


كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟
- لا أستطيع الكتابة مطلقاً، هذا الحوار تقريباً هو أوّل شيء أكتبه فعلياً، غير "البوستات" على وسائل التواصل.


إلى أيّ درجة تشعرين أنّ العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟
- ليس أمامنا إلّا أن نُؤمن بأنّ أيّ عمل مهما كان بسيطاً يمنحنا الأمل. لو لم نؤمن لسقطنا في هوّة اليأس، ولو حدث ذلك لتخلينا عن الأمل في أن تنهض فلسطين وتتحرّر، وهذا الأمل ينبغي أن يكون يقيناً ومعتقداً لا نتخلّى عنه أبداً.

يا دارين الحبيبة ستفرحين يوماً وسيفرح كلُّ العالم الحرّ معك


لو قيّض لكِ البدء من جديد، فهل ستختارين المجال الإبداعي أم مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟
- ليس أمامي إلّا أن أكون نفسي وما أُحسِن القيام به.


ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أن يتخلّى هذا العالم عن نفاقه البائس.

شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّين لقاءها، وماذا ستقولين لها؟ 
- إدوارد سعيد: أنت مثل النبيّ، كلُّ ما تنبّأت به حدث.


كلمة تقولينها للناس في غزّة؟
- نخجل منكم، نخجل من نومنا آمنين، نخجل من اللقمة في أفواهنا، نخجل من أن نضمّ أطفالنا، نخجل من عجزنا أمام معاناتكم التي تعجز الكلمات وحتى الصور عن وصفها. نخجل حتى أن نقول "قلوبنا معكم" ونحن ندرك حاجتكم لما هو أهمّ من القلوب.


كلمة تقولينها للإنسان العربي في كلّ مكان؟
- انهض من رمادك أيها الإنسان.


حين سئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقولين لدارين ولأطفال فلسطين؟
- يا دارين الحبيبة، سيأتي اليوم الذي ستفرحين فيه، وفي ذلك اليوم سيفرح كلّ العالم الحرّ معك.


بطاقة
كاتبة وأكاديمية عُمانية من مواليد 1978، حاصلة على الدكتوراه في الأدب العربي القديم من "جامعة إدنبرة" ببريطانيا. صدر لها أكثر من عشرة أعمال؛ من بينها؛ في الرواية: "منامات" (2004)، و"سيّدات القمر” (2010)، ونارنجة" (2016)، وفي القصّة: "مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل" (2001)، و"صبيّ على السطح” (2007)، وفي أدب الطفل: "عش للعصافير" (2010)، و"السحابة تتمنّى" (2015)، وفي الدراسة الأكاديمية: "ملاحقة الشموس: منهج التأليف الأدبي في كتاب خريدة القصر للعماد الأصفهاني" (2010). تُرجمت أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة، وحازت العديد من الجوائز الأدبية؛ أبرزها "جائزة مان بوكر العالمية" عام 2019 عن روايتها "سيّدات القمر".
 

 

مع غزة
التحديثات الحية

المساهمون