هيرفي لواشمول.. من جنين إلى غزّة

هيرفي لواشمول.. من جنين إلى غزّة

24 مارس 2024
(المخرج هيرفي لواشمول في إحدى بروفات العرض)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تنطلق فعاليات "تونس تضيء مسارح العالم" قريبًا، مستضيفةً مسرحية "مترو غزّة" للمخرج الفرنسي هيرفي لواشمول، التي تسلط الضوء على رحلة فتاة تحلم بالسفر من جنين إلى غزة، وتعرض في تونس العاصمة ومدينة الكاف.
- تجمع المسرحية بين الواقع والخيال، حيث تتخذ الفتاة رحلة افتراضية في المترو تمتزج بأحداث الاحتلال والحروب الإسرائيلية، مع تجسيد المترو كشخصية أساسية تحمل دلالات عميقة حول الرحلة والفصل بين الفلسطينيين.
- تستند المسرحية إلى عمل فني للفنان الغزي محمد أبو سل، مقترحًا حلولًا لمشاكل النقل في غزة، وتعكس رؤية المخرج لإضاءة تجارب الفلسطينيين والتحديات التي يواجهونها بسبب الاحتلال والحصار.

تستضيف تظاهرة "تونس مسارح العالم" التي تنطلق مساء بعد غدٍ الثلاثاء وتتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، مسرحية "مترو غزّة" للمخرج الفرنسي هيرفي لواشمول التي قدّمها لأوّل مرة عام 2022، وتنقّلت عروضها في أكثر من مدينة عربية.

المسرحية التي تُعرض في "قاعة الفن الرابع" بتونس العاصمة الأربعاء المقبل، وفي "مركز الفنون الركحية والدرامية" بمدينة الكاف في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، تُفتتح بفتاة تجلس على مقاعد تشبه مقاعد القطار، حيث تحلم برحلة تنطلق من جنين إلى غزة.

النص الذي كتبه المخرج بالتعاون مع خولة إبراهيم، يضيء قصة هذه الفتاة التي تقرّر السفر إلى غزّة لزيارة صديقها الّذي انقطعت أخباره، بعد محاولاتها الفاشلة الاتصال به قبل أن تعثر على هاتفه فتاة أخرى بين الأشلاء والدمار والموت، التي تخلّفها الحروب الإسرائيلية المتكرّرة على القطاع.

تجلس الفتاة في المترو ذاهبة في رحلتها الافتراضية التي تمتزج أحداثها بالواقع، حيث الاحتلال يواصل انتهاكاته بجرائم الإبادة والاستيطان والفصل العنصري، حيث تلتقي المترو الذي يتجسّد شخصية أساسية في العمل، بالإضافة إلى الفتاة التي تمتلك بعض الإشارات التي تدلّ على الشخص المفقود.

تصبح شخصية المترو أساسية في سيْر الأحداث بما يحمله من دلالات حول تلك الرحلة التي يفترض أن تشق طريقها تحت الأرض، حيث ركّاب المترو يجلسون على كراسي بلاستيكية ووراءهم خلفيّة بيضاء مكوّنة من ألواح طويلة استُخدِمت أداة للعرض من أجل تقديم كافة الشخصيّات المختلفة.

تختلف الشخصيات الثلاث في ما بينها، بعد أن تتساءل الفتاة التي تحمل الهاتف عن حقيقة كلّ ما يحصل، ليكون ردّ المترو بأنّ الأمر معقّد ولا يوجد تفسير لهذه الأحداث في السيناريو، ويلوم الفتاة التي تحمل الهاتف خروجها عن النصّ، ليتبيّن في نهاية الأمر أن ما يحدث هو حلم داخل عقل الشابّ المفقود.

ويستمدّ العرض عنوانه من عمل فنّي نفّذه الفنان الغزّي محمد أبو سل عام 2012، وهو عمل تركيبي متعدد يقترح حلولاً لمشكل النقل في قطاع غزة، صمّمه بناء على بحث طويل حول إمكانية إنشاء شبكات قطارات تحت الأرض تصل الضفة الغربية بغزّة وتصل مدنهما ببعضها بعضاً.

بعد عدّة سنوات، قدّم هيرفي لواشمول رؤيته التي تعتمد على تحقيق رؤيا أبو سل بهدف إضاءة ما يعيشه الفلسطينيون الذي فصَل بينهم كيان الاحتلال، الذي يواصل عدوانه على غزّة بحصاره المستمرّ عليها وحروبه الهمجية ضدّ أهلها.
 

المساهمون