"مهرجان العود الدولي": حفل صهيوني تنكّري

"مهرجان العود الدولي": حفل صهيوني تنكّري

16 نوفمبر 2014
عود يتوسط صواريخ إسرائيلية (جاك غيز، غزة، 2012)
+ الخط -

في الوقت الذي تعيش فيه القدس، مدينة "السلام" المحتلة، انتهاكات بحقها وبحق إنسانها وتاريخه وثقافته وهويته الفلسطينية العربية، اختُتمت فيها، أمس، فعاليات "مهرجان العود الدولي" الذي يقيمه "بيت الكونفدرالية الصهيوني"، وتموله وزارة ثقافة الاحتلال، تحت شعارات "الحب والسلام والتعايش".

المهرجان الذي أُطلق عام 1989، يسعى إلى "الاحتفاء بآلة العود والموسيقى العربية"، ويحاول تكريسهما والترويج لهما باعتبارهما تراثاً يهودياً.

يتخذ المهرجان هذا العام طابعاً توراتياً؛ إذ يضفي على نفسه صبغة دينية من خلال تخصيص عرضه الرئيسي لغناء "سِفر الجامعة" على ترانيم العود والإيقاعات الشرقية. هذا المهرجان، أو الحفل التنكري، يسعى كل عام إلى استضافة عازفي عود بارزين، وينجح أحياناً باستغفال موسيقيين عرب وفلسطينيين مغمورين، واستخدامهم لتعزيز أكاذيب المحتل والترويج لها.

المنظمون الذين يحاولون جاهدين استضافة موسيقيين مشرقيين بارزين دون جدوى، يغطون على فشلهم كل عام باستضافة عازفين ذوي خلفيات موسيقية عربية من تركيا وأوروبا. وحتى هؤلاء الأجانب، يفشل المهرجان كثيراً في جلب الأسماء البارزة منهم. هكذا، حاول مراراً استضافة الفنان الأذربيجاني عليم قاسيموف، دون جدوى، غير أنه نجح هذا العام في استضافة مواطنه جوتشاج أسكروف، أحد أبرز موسيقيي "الموجام" في أذربيجان.

كما خصّصت هذه الدورة عرضاً للأغاني الخليجية، قدّمته المغنية الإسرائيلية "رحيلا"؛ المعروفة "بحبها للموسيقى الخليجية"، وقد جرت استضافتها مراراً على بعض الفضائيات العربية، بصفتها "مغنية أميركية" تُنشد "بشروني علي ما يدرون عني!".

كما هو معروف، لا يكتفي الاحتلال بسرقة الأرض فقط، بل يعمل بكامل طاقته على سرقة الثقافة وطمس الهوية الفلسطينية والعربية. الأمر لا يقتصر فقط على المأكولات والأزياء والموسيقى، بل يطال الأشخاص أنفسهم؛ إذ نصادف أسماءً لعرب وفلسطينيين انسجموا مع الاحتلال أو تم استغفالهم، ومن هؤلاء الفلسطينيون والعرب المشاركون في المهرجان.

من خارج فلسطين، ثمة عربي وحيد مشارك في هذه الدورة، هو محمد أهداف؛ عازف عود مغربي مغمور يقيم في أمستردام، وصاحب رصيد موسيقي يكاد لا يذكر. أما الفلسطينيون المشاركون في الفعالية، سواء في دورتها هذه، أو الدورات السابقة، فمعظمهم أصحاب مستوى فني منخفض، وتاريخ يحفل بمشاركات تطبيعية عديدة، كما أنهم من الضيوف الدائمين في هذا الحفل التنكري.

إذ يجد المهرجان نفسه مضطراً إلى دعوة بعضهم كل عام، مستخدماً إياهم كغطاء لأكاذيبه عن السلام والتعايش. ومن هؤلاء الموسيقي تيسير إلياس وفرقته "ترشيحا"، والمغنية أمل مرقص، التي دائما ما تبرر مشاركاتها في مهرجانات تطبيعية، وعازف العود وسام جبران، الذي كان "الصندوق العربي للثقافة والفنون" قبل سنوات قد أعطاه منحة إنتاج عمل فني، قبل أن تُشن حملة ضد الصندوق لاختياره، ما دفع المؤسسة إلى سحبها.

افتقاد المنطقة العربية لمهرجانات مهمة تكرّس موسيقاها وتراثها، يفسح المجال لمهرجان صهيوني تُضخ فيه الأموال والطاقات في سبيل سرقة الثقافة والتاريخ وترويجهما ونسبهما للمحتل. إذ لا تتعدى المهرجانات العربية المخصصة للتراث الموسيقي كونها أمسيات موسمية ضعيفة ومحاولات تفتقر إلى المستوى والتنظيم الجيدين. آخر هذه المناسبات كان "مهرجان العود الأول"، الذي أقيم قبل بضعة أشهر في العاصمة السودانية الخرطوم.. وانتهى بمشاجرة.

المساهمون