عابرة الأزمان والناس

عابرة الأزمان والناس

10 أكتوبر 2015
(بولا أولويكسراك، تصوير: بيتو ليما)
+ الخط -

وجه النمر داخل وخارج نبتةٍ آكلةٍ لحوم آسيوية، كأنما هو زهو آلهة قاتلة. أعراس كالي والنمر، في عبادة المحارب الهندي، هي فصل الشهية الإلهي للقبائل التي تجمع السلطة والحيوانية.

التاريخ المُهجَّن بتحوُّلات الحروب ينتهك الأنفس والأشكال بإفراط كالذي في تمثال آشور بانيبال، ذاك الذي يروي شراسة النمور والأسود بعد الأمطار التي غمرت الأرض مغطِّية إيَّاها بصفات السنور البشري (النمر هو نمر الإنسان والنمر).

شمشون قتل أسداً، وكذلك فعل هرقل بأسد نيميا: كلاهما أخذ عظامه. أرسل يهوه أسوداً ونموراً للأشوريين في السامرة، لكن بعد أن قتلهم، تذمَّر يهوه من احتجابه من العبادة التي تجمعه بقبيلته.

كالي، في المقابل، تستقبل الرؤوس من شركائها النمور ومن آلاف الناس الذين مزّقَّتهم المعركة.

لتفرَّ المرأة الغزالة عبر ليالي إخوتها البشر لتتزاوج مع الظباء. لتنادي راما مهابهراتا الآلهة لتتزاوج مع بعولهنَّ من القرود والدببة لأجل سلالةٍ من محاربين خارقين، لهم سرعة الريح وقوَّة الفيل. إنَّها مشاهد لسرٍّ يعبر الأزمان والناس. وهكذا، فالأعراس البرِّيًّة جزءٌ من القصَّة الأساسيّة لانتقالات نظريَّة الإيغو.

-ومن ذاك الذي يتقدَّم في الليل؟



* Pola Oloixarac كاتبة أرجنتينية من مواليد بوينوس أيريس عام 1977. برزت من خلال كتابها "النظريات الهمجية" (2008) الذي ترجم إلى ست لغات. يجمع عملها ما بين السرد والنقد والسياسة والتكنولوجيا العصرية. اختارتها مجلة غرانتا عام 2010 من بين أفضل الكتاب الجدد باللغة الإسبانية.

** ترجمة عن الإسبانية غدير أبو سنينة 

المساهمون