كتارا.. ريشة ذهبية في عمامة الرواية العربية

كتارا.. ريشة ذهبية في عمامة الرواية العربية

26 مارس 2014
+ الخط -
تزداد الحفاوة يوماً بعد يوم، بما يطيب لبعض النقاد مؤخراً، أن يطلقوا عليه اسم "ديوان العرب المحدثين"، ويقصدون به الجنس الأدبي الذي بات الحديث عنه وفيه يحتلّ الحيّز الأكبر من النقاش والجدل حول المنتَج الإبداعي العربي عموماً، أي الرواية.

وآخر التقديمات في هذا السياق جائزة سخية يتهيأ الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة لإطلاقها أواخر مارس/ آذار الحالي، ويبلغ إجمالي قيمة جوائزها 650 ألف دولار أميركي.

و"كتارا" (أقدم مسمى معروف لقطر 150م) مؤسسة عامة تُدار وفق أسس تجارية، ولها موازنة مستقلة، وتهدف، حسب مديرها، خالد بن إبراهيم السليطي، إلى تحقيق الريادة في مجال النشاطات الثقافية على المستوى العالمي كما المحلي والإقليمي.

وستكون الجائزة السنوية، لدى الإعلان عنها رسمياً خلال أيام، أضخم جائزة روائية في العالم العربي، قبل الجائزة العالمية للرواية العربية (النسخة المعربة لجائزة بوكر الأدبية البريطانية) التي تصل القيمة الماديّة لجوائزها إلى 110 آلاف دولار أميركي بشراكة مالية مع هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات.

على أنّ "كتارا" في عرضها الجديد تتجاوز المتعارف عليه في معظم جوائز الإبداع الأدبي العربي ـ وكثير من العالمي أيضاً ـ من حيث الاكتفاء بإعلان اسم الفائز أو الفائزة، وترك الأمور لسياقاتها "الطبيعية" بعد ذلك. إذ تقترح لجنتها عملية متابعة إبداعية مشتركة مع فنون أخرى، كالترجمة والكتابة السينمائية والإنتاج السينمائي، بعد تطويب النصوص الروائية الفائزة رسمياً. حيث من المفترض أن يتحول أحد تلك النصوص لاحقاً إلى فيلم سينمائي.

ويعد، السليطي، أنّ مؤسسته ستعمل على ترجمة أعمال الفائزين إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، إضافة الى نشر الروايات غير المنشورة وتسويقها، وفتح باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء، بمن فيهم الروائيون الجدد الذين لم تنشر رواياتهم.

الإعلان عن نتائج الموسم الأول في مسابقة "كتارا" الروائية سيجري بعد سنة من اليوم (يجوز لكل ناشر ترشيح 3 روايات صادرة بين مارس/آذار 2013 و31 أكتوبر/تشرين الأول  2014)، حيث ستمنح خمس جوائز للفائزين المشاركين من خلال ترشيحات دور النشر، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية تقدر بستين ألف دولار أميركي.
وعدد الجوائز، هو نفسه أيضاً لفئة الأعمال غير المنشورة، في حين أن قيمة الجائزة الواحدة لهذه الفئة 30 ألف دولار. أمّا جائزة أفضل رواية قابلة، أن تتحول إلى عمل درامي ـ من بين الروايات الفائزة ـ فتبلغ 200 ألف دولار متضمنة شراء حقوق النص الأدبي كاملة.

ويضيف المشرف العام على الجائزة، خالد عبد الرحيم السيد، أنّه سيدشن مركز دائم للرواية العربية في الحي الثقافي، الذي تعمل على تشييده "كتارا" في الدوحة. ومن المنتظر أن يضم مكتبة وأرشيفاً وقاعدة بيانات للرواية العربية ومركزاً للتدريب.

وتثير الجوائز الإبداعية العربية كثيراً من الجدل، الذي يستمر عادة حتّى فترة طويلة بعد الإعلان الرسمي عن الفائزين. وجائزة "بوكر" مع الزوابع التي تثيرها كلّ مرة وحملات التشكيك والمقاطعة التي تتعرض لها، مثال واضح على ذلك.

ودفع الضوء المبهر المسلّط ـ مالياً ـ على الرواية العربية منذ أواسط التسعينات من القرن المنصرم، إلى بروز طفرة ملحوظة في الإنتاج "الإبداعي" لهذا الصنف من الكتابة، إنّما ليس بالضرورة ذا سويّة أدبية مميزة. ليبقى "الطفلان الفقيران" للأدب (الشعر والقصة القصيرة) بعيدين عن دائرة الاهتمام والرعاية حتّى أمد غير منظور إلى الآن.

المساهمون