إيران تتجه لتنشيط السياحة مع دول الجوار بعد ارتفاع العائدات 48%

إيران تتجه لتنشيط السياحة مع دول الجوار بعد ارتفاع العائدات 48%

16 ديسمبر 2023
تقدَّر عائدات إيران من السياحة الخارجية بنحو 7 مليارات دولار سنوياً (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية، اليوم السبت، نمو قطاع السياحة في البلاد بنسبة 48.50%، في الوقت الذي تتجه فيه لتنشيط القطاع عبر تشجيع السياحة مع دول الجوار، وبخاصة الخليجية

وقالت الوزارة، وفقاً لوكالة "مهر" الإيرانية، إن 4.4 ملايين سائح زاروا البلاد خلال الأشهر الثمانية الأولى للعام الإيراني الذي بدأ في 21 مارس/آذار الماضي. 

وأضافت أن هؤلاء السياح حققوا عوائد للبلاد بلغت نحو 6 مليارات دولار، مشيرة إلى أن تركيا والصين وروسيا والسويد والهند وألمانيا تصدرت قائمة السياح الذين زاروا إيران على الترتيب.  

بينما تصدر القائمة عربياً السياح القادمين من البحرين والكويت والعراق والسعودية. 

وكتبت صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران، أن الأرقام تشمل أيضاً الإيرانيين المقيمين في الدول الأوروبية والإسكندنافية، مشيرة إلى أنهم أيضاً جلبوا إلى البلاد النقد الأجنبي. 

وقال رئيس جمعية الحملات السياحية الإيرانية، إبراهيم بور فرج، الأسبوع الماضي، إن تراجع السفر إلى إيران "أدى إلى تعطل قطاع السياحة، وكذلك ارتفاع معدلات البطالة". 

وتقدر عائدات إيران من السياحة الخارجية بنحو 7 مليارات دولار سنوياً، وهو ليس رقماً كبيراً، مقارنةً بالدول المجاورة لها، مثل تركيا، على الرغم مما تتمتع بها من ميزات سياحية.

لكن الحكومات الإيرانية، لأسباب مختلفة، منها التوترات المستمرة في العلاقات الخارجية، وضعف الأداء والمشاكل الإدارية، لم تتمكن من جعل السياحة مصدراً مهماً لتحقيق الإيرادات.  

أسباب تراجع السياحة في إيران

وتراجعت السياحة الوافدة إلى إيران خلال السنوات الماضية تحت تأثير ثلاثة عوامل رئيسية: الأول، العقوبات الأميركية المشددة على إيران منذ 2018 على خلفية الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. والعامل الثاني لتراجع السياحة، كان تفشي كورونا، حيث كانت إيران من أكثر الدول في المنطقة تفشياً للجائحة. أما العامل الثالث، فهو الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر العام الماضي بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول 2022 بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب على خلفية اتهامها بخرق قواعد الحجاب، واستمرت هذه الاحتجاجات بوتيرة متفاوتة لمدة 3 أشهر تقريباً. 

كانت السياحة والتجارة الإلكترونية في إيران أكثر تضرراً من بقية القطاعات الاقتصادية خلال الاحتجاجات، حيث كشف رئيس نقابة مكاتب خدمات الرحلات الجوية والسياحية، حرمت الله رفيعي خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن إلغاء 90% من الرحلات السياحية الخارجية إلى إيران، فضلاً عن تراجع رحلات الإيرانيين السياحية إلى الخارج نحو 50% بسبب الظروف الداخلية على خلفية الاحتجاجات.  

لكن الأرقام التي أعلنتها وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية، تكشف أن قطاع السياحة في البلاد بدأ يتعافى وأصبح يحقق موارد جيدة لها، في وقت أنّ إيران بأمسّ الحاجة إليها، في ظلّ شحّ مواردها بالنقد الأجنبي إثر العقوبات التي تستهدف تجفيف هذه الموارد.  

تنشيط السياحة مع جيران إيران

وتسعى الحكومة الإيرانية الحالية لتنشيط قطاع السياحة، وبخاصة مع الدول المجاورة، وبالذات مع دول الخليج الثرية، إذ إنها تطمح إلى استقطاب السياح السعوديين بعد اتفاق المصالحة المبرمة مع السعودية خلال مارس/آذار الماضي بواسطة الصين.  

وقبل انقطاع العلاقات بين البلدين عام 2016، كان يقصد آلاف السعوديين من الطائفة الشيعية، إيران، سنوياً لزيارة المزارات الدينية في مدينة مشهد، في شمال شرق إيران، حيث توجد قنصلية سعودية، فضلاً عن مدينة قم جنوب العاصمة طهران، التي انطلقت منها الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

واقترحت وكيلة وزارة السياحة، مريم جلالي في 29 سبتمبر/أيلول 2022 الماضي، خلال لقاء مع نظيرها السعودي سلطان بن محمد المسلّم، إلغاء التأشيرات بين البلدين وتشكيل لجنة مشتركة لإزالة العقبات أمام السياحة المشتركة.

المساهمون