الأردن: سخط من مطار رامون الإسرائيلي

الأردن: سخط من مطار رامون الإسرائيلي

25 اغسطس 2022
انطلقت الاثنين الماضي، أول رحلة لفلسطينيين من مطار "رامون" إلى قبرص (فرانس برس)
+ الخط -

أثار تشغيل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مطار رامون جنوبيّ فلسطين المحتلة، سخطاً أردنياً من تسببه بأضرار تشغيلية لمطار الملكة علياء الدولي جنوبيّ العاصمة عمّان.

ورغم التصريحات الرسمية الصادرة، أمس الأربعاء، عن رئاستي الحكومتين الأردنية والفلسطينية، التي حملت تأكيدات من جانب عمّان باستمرارها في تسهيل سفر الفلسطينيين عبر الأردن، وطمأنات فلسطينية بأن "المشاريع الإسرائيلية لن تجد شريكاً فلسطينياً، رسمياً أو شعبياً"، عبّرت شخصيات سياسية وبرلمانية ومسؤولون سابقون في الأردن، عن امتعاض بلادهم على الصعيدين الرسمي والشعبي من تسيير رحلات جوية للفلسطينيين من المطار الإسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، في تصريحات صحافية، أمس، عقب اجتماع مع رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية، إن الحكومة ملتزمة تسهيل عبور الأشقاء الفلسطينيين وانتقالهم عبر جسر الملك حسين إلى المملكة، ومنها إلى دول العالم.

بدوره، قال أشتية: "لا مطار رامون ولا غيره بديل لعُمقنا الأردني"، مضيفاً: "إذا ما أراد الاحتلال الإسرائيلي التسهيل على الفلسطينيين، فليفتح أمامنا مطار القدس".

وتابع: "إن المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنية ـ الفلسطينية المشتركة لن تجد لها شريكاً فلسطينياً، لا رسمياً ولا شعبياً".

وانطلقت، يوم الاثنين الماضي، أول رحلة لمجموعة من الصيادلة ووكلاء الأدوية الفلسطينيين وعائلاتهم من مطار "رامون" إلى قبرص. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن شركتي "بيغاسوس" و"أطلس" للطيران، ومقرهما إسطنبول، ستشغلان الرحلات على متن طائرة "إيرباص A321" التي يمكن أن تحمل على متنها 220 راكباً، على أن تنطلق الرحلات مرتين في الأسبوع في المرحلة الأولى، لتشمل وجهات أخرى لاحقاً.

وافتتح مطار "رامون" في 21 نوفمبر/ كانون الثاني 2019، ويقع جنوبيّ فلسطين المحتلة على بعد 18 كيلومتراً من إيلات، وهو ثاني أكبر مطار لدى الاحتلال بعد مطار اللد (مطار بن غوريون) وكان يستخدم كمطار رئيسي للهبوط الاضطراري وللرحلات الخارجية والداخلية.

وكان الأردن قد اعترض على إنشاء المطار منذ البداية، لكونه قريباً من مطار الملك حسين في مدينة العقبة جنوباً، ويؤثر بالسلامة الجوية، وتقدم بناءً على ذلك بشكوى لمنظمة الطيران الدولية.

وقال مسؤول أردني في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إن الشكوى لا تزال قائمة، وبناءً عليها لم يُرخَّص المطار من قبل هيئة الطيران العالمية حتى الآن، ويُستخدَم لرحلات الطيران العارضة (شارتر).

وعادة يسافر الفلسطينيون براً إلى الأردن من خلال جسر الملك حسين، ومن ثم من خلال مطار الملكة علياء الدولي جنوبيّ العاصمة عمان، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي افتعلت، وفق مصادر أردنية، أزمة أخيراً نتج منها ازدحام شديد على الجسر وتأخر حركة المسافرين للتوطئة لتسيير رحلات طيران من مطار رامون.

وانتقد وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، في تدوينة على "فيسبوك"، الاثنين، انطلاق أول رحلة لفلسطينيين من الضفة من المطار الإسرائيلي إلى قبرص، مشيراً إلى أن الرحلات ستتوالى إلى دول أخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالأردن.

ووجه النائب في البرلمان الأردني خليل عطية، أسئلة إلى الحكومة عن تشغيل المطار، قائلاً: "إذا كان صحيحاً أن سلطات الاحتلال ستنفذ مخطط سفر سكان الضفة الغربية عبر مطار رامون كبديل لعبور جسر الملك حسين إلى الأردن اعتباراً من الشهر المقبل، فما مصير الخطوط الجوية المحلية التي تعتمد منذ فترة طويلة على نقل نسبة كبيرة من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة؟".

وطالب النائب السابق في البرلمان، صالح العرموطي، الحكومة باللجوء إلى محكمة العدل الدولية، بينما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات تطالب بـ"منع كل من استخدم مطار رامون من السفر مستقبلاً عبر مطار الملكة علياء، وبسحب وعدم تجديد جوازات السفر الأردنية المؤقتة لكل شخص ثبت استخدامه ذلك المطار".

المساهمون