البرازيل تزيح الولايات المتحدة من صدارة بيع الذرة عالمياً

البرازيل تزيح الولايات المتحدة من صدارة بيع الذرة عالمياً

01 سبتمبر 2023
بلغت حصة أميركا 23% من صادرات الذرة عالمياً مقابل 32% للبرازيل (الأناضول)
+ الخط -

شهدت سوق الحبوب العالمية تغيرا في خريطة الدول المصدرة للذرة، حيث تفوقت البرازيل على الولايات المتحدة لتصبح في مقدمة دول العالم تصديرًا للذرة في العام الزراعي المنتهي في 31 أغسطس/آب المنصرم.

ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية التي نقلتها "بلومبيرغ"، فإنه في عام الحصاد 2023 تشكل الولايات المتحدة حوالي 23% من صادرات الذرة العالمية، أي أقل بكثير عن البرازيل التي تشكل 32% تقريبًا. ومن المتوقع أن تتمسك البرازيل بصدارتها في العام الزراعي 2024 الذي يبدأ في الأول من سبتمبر/أيلول الحالي.  

ولأكثر من نصف قرن، سيطر المزارعون الأميركيون على السوق الدولية للذرة، حيث قاموا بشحن كميات من المحاصيل المهمة أكثر من أي دولة أخرى لإطعام الماشية في العالم، وملء مخزوناتها، وتصنيع الأطعمة المصنعة. 

ولمرة واحدة فقط في التاريخ المدعوم بالبيانات والتي تعود إلى فترة إدارة الرئيس الأميركي جون كينيدي، فقدت أميركا الصدارة لمدة عام واحد، هو 2013 بعد الجفاف المدمر. ولم يسبق قط أن قضت صناعة تصدير الذرة في الولايات المتحدة عامين متتاليين في المركز الثاني حتى الآن.

ويُبرز هذا التحول الكيفية التي تمكنت بها البرازيل، التي تنتج 3 محاصيل من الذرة الصفراء سنويًا ولا تزال لديها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية غير المستغلة، من التغلب أخيراً على اختناقات البنية التحتية التي جعلت من الصعب لفترة طويلة إيصال محاصيلها الوفيرة إلى الأسواق العالمية، وخاصة بعد الاتفاقية التي أبرمتها مع الصين العام الماضي، والتي مهدت لإنهاء السيطرة الأميركية على السوق العالمية.

وأدى تحسن القدرة التصديرية للبرازيل إلى المساهمة في سد الفجوات في سوق الذرة العالمية، في ظل الاضطرابات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا المصدرة المهمة للحبوب، والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتغيرات المناخية. 

وكانت الشركة الوطنية للتموين في البرازيل توقعت أن يصل إجمالي حصاد الذرة الصفراء إلى 130 مليون طن، وأن تصل صادرات السلعة إلى 50 مليون طن بنهاية العام الجاري. 

وتمتلك البرازيل مقومات تجعلها المصدر الأمثل للسلعة، منها مساحات شاسعة من الأراضي إلى جانب الموانئ النهرية شمال البرازيل، منها موانئ باركارينا وسانتاريم وإيتاقي، والتي تسعى جاهدة لاستغلالها في عمليات التصدير.

ومنحت الحكومة البرازيلية امتيازات لشركات إنتاج الحبوب المحلية والدولية أسهمت في فتح الباب لاستثمارات بنحو 8 مليارات دولار حتى عام 2020 لتطوير تلك الموانئ، والتي أسهمت في إنشاء وتطوير ما يقرب من 112 محطة بتلك الموانئ.