الملياردير الأميركي جورج سوروس يسلّم نجله إدارة إمبراطوريته

الملياردير الأميركي جورج سوروس يسلّم نجله إدارة إمبراطوريته المالية

12 يونيو 2023
يمتلك سوروس إمبراطورية مالية تقدر بنحو 25 مليار دولار (أسوشييتد برس)
+ الخط -

تنازل الملياردير جورج سوروس، الذي اشتهر بنشاطه في مجال الأعمال الخيرية، عن إمبراطوريته التي يبلغ حجمها 25 مليار دولار لنجله ألكسندر.

وأعلن سوروس ذلك خلال مقابلة حصرية مع صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت على موقعها الإلكتروني الأحد.

تشمل ممتلكات سوروس، 92 عاماً، مؤسسته غير الربحية (أوبن سوسايتي فاونديشن)، والتي تنشط في أكثر من 120 دولة حول العالم وتنفق 1.5 مليار دولار سنويا على منظمات تدعم حقوق الإنسان ونمو الديمقراطيات بجميع أنحاء العالم.

تاريخ ممتد

ولد سورس في بودابست عام 1930 لعائلة يهودية، وتمكن وعائلته من الهروب من الاحتلال النازي لبلاده بالاعتماد على أوراق هوية مزيفة، كما ساهمت عائلته في إنقاذ المئات من يهود المجر بنفس الطريقة.

وفي العام 1947 دفع والده رشوة لأحد المسؤولين، لمساعدته في الخروج من القبضة السوفييتية التي كانت تسيطر على البلاد وقتها.

هاجر سوروس إلى الولايات المتحدة حيث حقق ثروته في القطاع المالي اعتبارا من السبعينيات والثمانينيات، قبل أن يقوم بمضاربات استهدفت الجنيه الإسترليني وبنك إنكلترا في التسعينيات.

كما كرس أمواله للدفاع عن أفكاره، من محاربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا إلى دعم ناشطين مدافعين عن الديموقراطية في الأنظمة الديكتاتورية.

وعام 2018 اختارت صحيفة فاينانشيال تايمز سوروس "شخصية العام"، وقالت الصحيفة إن اختيارها عادةً يكون بسبب إنجازات العام للشخصية المختارة، لكن في حالة سوروس، كان الاختيار بسبب ما يمثله الرجل من قيم، وأوضح محررو الصحيفة أن اختيار سوروس لشخصية العام الجاري يعكس إنجازاته المالية وقيمه الليبرالية.

على نهج سوروس

من جانبه، صرح ألكسندر، 37 عاماً، للصحيفة بأنه "سياسي أكثر من والده"، الذي تعرض لانتقادات من جانب يمينيين بسبب دعمه لقضايا ليبرالية مثل مكافحة التحيز العنصري.

لكن ألكسندر أشار إلى أنه وأباه "لديهما نفس طريقة التفكير"، وقال إنه كان "يعمل على توسيع نطاق الأهداف الليبرالية لوالده، ويتبنى عدة قضايا من بينها حقوق التصويت والإجهاض، فضلا عن المساواة بين الجنسين".

وأضاف أنه يهدف للاستمرار في استخدام ثروة العائلة، من أجل دعم السياسيين الأميركيين ذوي الميول اليسارية.

وأكد أنه "يود ألا يؤدي المال مثل هذا الدور الكبير في السياسة، لكن طالما أن الجانب الآخر يفعل ذلك فسنضطر الى الاستمرار في القيام بذلك أيضا".

وذكر ألكسندر لـ (وول ستريت جورنال) أنه التقى مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أخيرا، إلى جانب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وكذلك رؤساء دول من بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، للضغط من أجل القضايا المتعلقة بمؤسسات العائلة.

وانتخب مجلس إدارة مؤسسات المجتمع المفتوح (أو إس إفOSF) برئاسة ألكسندر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي تم جمعها داخل "Super PAC" وهي الهيئة التي تنفق الأموال على حملات المرشحين السياسيين.

وذكرت الصحيفة أن ألكسندر يدير الآن النشاط السياسي للمؤسسة بصفته رئيسا لها، وأن ألكسندر هو العضو الوحيد في العائلة بلجنة الاستثمار التي تشرف على إدارة صندوق سوروس (Soros Fund Management) الذي يدير أموال المؤسسة والعائلة.

سيذهب القسم الأكبر من مبلغ الـ25 مليار دولار الذي تملكه الشركة إلى صندوق "OSF" في السنوات المقبلة، وتم تخصيص 125 مليون دولار لهيئة "Super PAC".

وأعلن ألكسندر أنه يريد الانخراط في الولايات المتحدة أكثر من والده. وهو يدعم البرامج التي تشجع الناخبين الأميركيين من أصول لاتينية وأفريقية على التصويت ويدعو النواب الديمقراطيين إلى التواصل بشكل أفضل.

وقال: "يجب أن يكون معسكرنا أكثر وطنية وشمولا. إذا صوت شخص لترامب فهذا لا يعني أنه ضائع أو عنصري".

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون