انعكاسات أزمة "إيفرغراند" على الاقتصاد الصيني: انخفاض توقعات النمو

انعكاسات أزمة "إيفرغراند" على الاقتصاد الصيني: انخفاض توقعات النمو إلى 8.1%

23 سبتمبر 2021
تداعيات أزمة "إيفرغراند" تلقي بظلالها على الاقتصاد الصيني (Getty)
+ الخط -

خفضت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، اليوم الخميس، توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني هذا العام من 8.4% إلى 8.1%، والعام المقبل إلى 5.2٪ من 5.5٪، بسبب تداعيات أزمة شركة العقارات الضخمة "إيفرغراند" على قطاع العقارات الصيني، وعلى الاقتصاد بوجه عام.

وقالت "فيتش"، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبيرغ"، إنّ المحرك الرئيسي لخفض توقعاتها للنمو، أزمة قطاع العقارات الذي يمثل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي والركود الذي يعتريه وانعكاس ذلك على أكبر الشركات العقارية في الصين.

ويبلغ إجماليّ ديون الشركة واجبة السداد نحو 302 مليار دولار أميركي، ما يفوق الدين العام المستحق على دول حول العالم.

وتملك الشركة أصولاً تتجاوز قيمتها 350 مليار دولار، وتشغل ما يقرب من 200 ألف عامل في شركاتها التابعة، ولديها قرابة 1300 مشروع.

وتقول وكالات التصنيف إنّ من غير المرجح أن تكون "إيفرغراند" قادرة على سداد جميع الديون للبنوك وحاملي السندات الآخرين، وفقاً لما أوردته وكالة "أسوشيتيد برس".

وما يعمّق أزمة المجموعة، التراجع المتواصل لأسعار أسهمها، التي فقدت بالمتوسط 85% من قيمتها خلال الأشهر القليلة الماضية، بينما يجري تداول سنداتها بحسم عميق مماثل.

ومن إجمالي الديون المستحقة على المجموعة، مبلغ 240 مليار يوان (37.3 مليار دولار) مستحقة في غضون عام واحد.

وأبلغت المجموعة عن ربح صافٍ بقيمة 1.4 مليار دولار في النصف الأول 2021، لكنها تقول إنّ المبيعات بدأت تضعف، لأن أنباء أزمة السيولة تجعل المشترين المحتملين متوترين.

"إيفرغراند" تسدد جزءاً من الديون

وأعلنت "إيفرغراند"، أمس الأربعاء، أنها ستسدد فوائد على جزء صغير من دينها، بعد التوصل إلى اتفاق مع قسم من حاملي السندات.

وأوضحت الشركة، في بيان موجه إلى بورصة شنغن في جنوب الصين، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، أنّ أحد فروعها "هنيغدا ريل إستايت" أجرى مفاوضات بشأن خطة لتسديد الفوائد على سندات تستحق في 2025.

وذكرت "بلومبيرغ" أنه كان من المفترض أن تسدد "إيفرغراند"، اليوم الخميس، استحقاقاً بقيمة 232 مليون يوان (30,5 مليون يورو) من الديون تستحق على هذه السندات بنسبة 5,8% التي تقتصر على سوق السندات الداخلية.

ولم تحدد "إيفرغراند" المبلغ الذي تعتزم تسديده لدائنيها.

وأوضح البيان أنّ حاملي السندات "الذين اشتروها" قبل الأربعاء "يستحقون الحصول على فوائد".

وتواجه الشركة استحقاقاً آخر، اليوم الخميس، يقضي بتسديد 83,5 مليون دولار (71 مليون يورو) من الفوائد على سندات بالعملة الأميركية.

وسيكون أمامها مهلة سماح قدرها ثلاثون يوماً لتأمين الاستحقاق قبل أن تعتبر متعثرة في السداد.

ورأى غاري دوغان من شركة "غلوبال سي إي أو" الاستشارية في مجال الاستثمارات في سنغافورة، أنّ إعلان التسديد الجزئي "سيساعد، ويؤمل أنه يحدّ بعض الشيء من تقلبات الأسواق وتراجعها". وقال لـ"بلومبيرغ": "لكن لكي تعود الثقة فعلاً، على السوق أن ترى احتمالات بإعادة هيكلة إيفرغراند".

أميركا: "إيفرغراند" "أزمة صينية"

وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (المركزي الأميركي)، أمس الأربعاء، إنّ مشاكل ديون العملاق العقاري الصيني "إيفرغراند" يبدو أنها تخص الصين إلى حد كبير، وإنه لا يرى نظيراً لها في قطاع الشركات في الولايات المتحدة.

وأبلغ باول مؤتمراً صحافياً عقب اختتام اجتماع المجلس، وفقاً لوكالة "رويترز"، بأنّ تخلّف شركات أميركية عن سداد إلتزاماتها المالية، احتمال منخفض جداً في الوقت الحالي.

وأضاف أنه لا يوجد انكشاف مباشر كبير للشركات الأميركية على مشاكل "إيفرغراند"، لكن يوجد قلق بأنها قد تؤثر بقنوات الثقة العالمية.

المساهمون