روسيا تخفض إمداد أوروبا بالغاز إلى 20% وأوروبا تعاني للاستغناء عنه

روسيا تخفض إمداد أوروبا بالغاز إلى 20% وأوروبا تعاني للاستغناء عن موسكو

25 يوليو 2022
اعتبرت برلين أن التدبير الروسي "حجّة" وقرار "سياسي" للضغط على الغربيين (فرانس برس)
+ الخط -

فيما تعاني أوروبا الأمرّين محاولة عبثاً تخفيف اعتمادها على الغاز الروسي، أعلنت العملاقة "غازبروم" اليوم الإثنين، أنها ستخفض الإمدادات عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى القارة العجوز بمقدار النصف مجدداً لينزل إلى 20% من طاقته الاستيعابية.

وقالت الشركة المملوكة للدولة، عبر "تويتر" إنها ستقلل "الكمية اليومية" للغاز عبر الخط باتجاه ألمانيا إلى 33 مليون متر مكعب اعتباراً من الأربعاء. وأوضحت أن سبب الخطوة هو إغلاق توربين غاز ثان من أجل إصلاحه.

بدوره، أكد رئيس الوكالة الألمانية للشبكات كلاوس مولر قرار الشركة الروسية. ولفت إلى أن خفض القدرة الاستيعابية للخط إلى النصف مرة أخرى سيبدأ بعد غد.

الشركة أوضحت عبر حسابها على تلغرام "ستصبح القدرة الإنتاجية لمحطة الضغط بورتوفايا 33 مليون متر مكعّب في 27 يوليو/تموز عند الساعة السابعة صباحاً" (الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش)، أي نحو 20% من إمكانيات خط أنابيب "نورد ستريم" مقابل 40% حالياً.

وكانت روسيا قد خفّضت مرتين كميات شحنات الغاز في يونيو/حزيران، قائلة إن خط أنابيب الغاز لا يمكنه العمل بشكل طبيعي دون توربين كان يتمّ إصلاحه في كندا ولم يعد إلى روسيا بسبب العقوبات الغربية على موسكو اثر غزوها لأوكرانيا.

ومذّاك، اتفقت ألمانيا وكندا على إرجاع التوربين إلى روسيا، لكن لم يُرسَل إليها بعد. واعتبرت برلين أن ذلك "حجّة" وقرار "سياسي" للضغط على الغربيين في إطار النزاع في أوكرانيا.

وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية لوكالة "فرانس برس" اليوم الاثنين: "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، ما من سبب فنّي لخفض الإمدادات".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر من أن خط أنابيب الغاز سيعمل بنسبة 20% من قدرته اعتبارًا من هذا الأسبوع إذا لم تستلم موسكو التوربين الناقص، إذ سيخضع توربين آخر لصيانة قريبًا.

ويربط خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" الذي يمرّ عبره يومياً 167 مليون متر مكعب من الغاز بحسب غازبروم، روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق. ويعتبر الخطّ استراتيجياً لإمدادات الغاز للأوروبيين الذين يعتمدون بشكل كبير على موارد الطاقة الروسية.

وتتهم الدول الغربية موسكو باستخدام سلاح الطاقة رداً على العقوبات التي فُرضت على موسكو منذ بداية غزوها لأوكرانيا. وقال الكرملين من جهته إن العقوبات تسببت بالمشاكل الفنية التي طرأت على البنى التحتية لمنشآت الغاز، وإن أوروبا تعاني مذّاك الحين من الإجراءات التي تفرضها على روسيا.

وكانت غازبروم قد أشارت في بيان صدر في وقت سابق الاثنين إلى حظر تسليم التوربين الأول بسبب "مشاكل بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة".

وأضافت غازبروم أن "حلّ هذه المشاكل مهمّ للسماح بتسليم المحرّك إلى روسيا وإجراء الإصلاحات الكاملة والطارئة لمحركات توربين غاز أخرى لمحطة الضغط بورتوفايا".

واقترحت المفوضية الأوروبية للدول الأعضاء تخفيض استهلاكها للغاز بين أغسطس/آب 2022 ومارس/آذار 2023، بنسبة 15% على الأقل، مقارنة بمتوسط استهلاكها للغاز في السنوات الخمس الأخيرة في الفترة نفسها.

وعارضت عدة دول أوروبية هذا الاقتراح، منها اسبانيا واليونان والبرتغال وفرنسا. وقالت وزيرة المناخ البولندية آنا موسكفا، حسبما نقلت عنها وكالة الأنباء البولندية، "من الصعب مناقشة الآليات الإلزامية التي أعدتها المفوضية الأوروبية في غضون أيام قليلة.. والتي تلزم البلدان بالتخفيضات الإلزامية. لا يمكننا الموافقة عليها".

 

أوروبا تعاني لوقف الاعتماد على الغاز الروسي

 

 

 

تأتي الخطوة الروسية الجديدة فيما تكافح دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد أرضية مشتركة حول كيفية وقف اعتماد الكتلة على الغاز الطبيعي الروسي، محاولة إرضاء المستهلكين القلقين في الداخل مع الحفاظ على الوحدة في الوقت الذي تغلق فيه موسكو صنبور الضخ.

وعشية اجتماع طارئ لمناقشة خطط خفض استخدام الغاز بنسبة 15% خلال الأشهر المقبلة، كان مبعوثو دول الكتلة اليوم، لا يزالون يتفاوضون حول حل وسط من شأنه أن يبقي جميع الدول الـ27 على توافق بحلول ليلة الثلاثاء. وقال دبلوماسي كبير طلب عدم الكشف عن هويته إن "هذا العمل لا يزال جارياً "، بحسب أسوشييتد برس.

صادرات غاز روسية قياسية إلى الصين

على خط متصل، قالت "غازبروم" اليوم الاثنين، إن صادراتها من الغاز إلى الصين سجلت مستوى قياسيا مرتفعا جديدا في 24 يوليو/تموز. ولم تكشف الشركة عن الأحجام اليومية لإمدادات الغاز. وتتجاوز شحنات الغاز الروسي إلى الصين في العادة الكميات المتعاقد عليها في يوليو/تموز، وفقاً لرويترز.

ويجري شحن الغاز عبر خط أنابيب باور اوف سيبيريا بموجب اتفاق بين "غازبروم" وشركة "سي إن بي سي" الصينية.

ألمانيا تنفي تفعيل الطوارئ ومؤشر أسهمها يتهاوى

هذا وأشارت الحكومة الألمانية إلى عدم وجود مبرر تقني لإعلان "غازبروم" الاثنين، بأنها ستخفض شحنات الغاز عبر "نورد ستريم".

وقالت الناطقة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية لـ"فرانس برس" بعدما أعلنت "غازبروم" بأنها ستخفض الإمدادات إلى 33 مليون متر مكعب يومياً "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، ما من سبب فني لخفض الإمدادات".

وهبط المؤشر داكس القياسي للأسهم الألمانية اليوم الاثنين بعدما قالت "غازبروم" إن إيقاف توربين آخر في خط الأنابيب "نورد ستريم 1" سيتسبب في مزيد من الانخفاض في إمدادات الغاز إلى ألمانيا، في حين أثارت حزمة متباينة لنتائج الشركات قلقاً حيال مجمل النمو الاقتصادي.

 

 

ومحا داكس مكاسبه الأولية ليغلق منخفضاً 0.3% بعد أن قالت "غازبروم" إن وقف تشغيل توربين آخر في نورد ستريم 1 سيخفض تدفقات الغاز في خط الأنابيب إلى 33 مليون متر مكعب يوميا، أو حوالي نصف التدفقات الحالية التي هي بالفعل عند 40 في المئة من طاقته المعتادة.

وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول مرتفعا 0.1% بعد أن تذبذب بين الصعود والهبوط على مدار الجلسة، فيما أظهرت بيانات من معهد إيفو الألماني ان أسعار الطاقة المرتفعة وخطر نقص في الغاز يؤثران سلبياً على معنويات الشركات في أكبر اقتصاد في أوروبا. ويأتي هذا بعد مسح في مطلع الأسبوع أظهر أن عدداً من الشركات الصناعية في ألمانيا تخفض الإنتاج في رد فعل على زيادات حادة في أسعار الطاقة.

إيطاليا لن تخفض استخدام الغاز 15% باقتراح من أوروبا

وفي روما، قال الرئيس التنفيذي لشركة "إيتالغاز لتوزيع الغاز في إيطاليا" باولو غالو اليوم الاثنين، إن البلد العضو في الاتحاد الأوروبي لن يحتاج لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15% في الشتاء مثلما اقترحت المفوضية الأوروبية.

وقال غالو إنه "بفضل نشاط الحكومة.. فإن الشتاء المقبل من المنتظر ألا يكون عصيباً جداً لإيطاليا"، مضيفاً أن خفض استخدام الغاز في البلاد بنسبة 15% لن يكون مطلوباً. لكنه قال إن الأمر متروك لصانعي السياسة لاتخاذ قرار نهائي بشأن إمكانية دعم مقترح المفوضية الأوروبية.

 

اليونان تدعم فواتير الكهرباء بأكثر من مليار يورو

 

 

على صعيد المعالجات الاجتماعية في أوروبا، قال وزير الطاقة اليوناني إن بلاده ستدعم فواتير الكهرباء في أغسطس/آب بتكلفة ستتجاوز مليار يورو (1.02 مليار دولار)، في تمديد لدعم مالي استحدثته العام الماضي لحماية المستهلكين من زيادات حادة في أسعار الطاقة. (الدولار= 0.9770 يورو).

وأنفقت اليونان حوالي 7 مليارات يورو على دعم الطاقة وتدابير أخرى منذ سبتمبر/أيلول لحماية الأسر والشركات والمزارعين في دفع فواتير الكهرباء والغاز.

وقال وزير الطاقة كوستاس سكريكاس في بيان إن دعم فواتير الكهرباء سيبلغ حوالي 1.136 مليار يورو في أغسطس/آب وسيستوعب ما يصل إلى 90% من الزيادة في فواتير الكهرباء الشهرية للأسر و80% من الزيادة في فواتيرالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ومثل دول كثيرة أخرى بالاتحاد الأوروبي، تواجه اليونان زيادة حادة في فواتير الكهرباء مدفوعة بارتفاع شديد في أسعار الغاز بينما تفاقم الحرب في أوكرانيا والعقوبات الأوروبية على روسيا مخاوف حيال أمن إمدادات الطاقة.

المساهمون