منتدى الدوحة يناقش "التعاون الأخضر بين أوروبا والخليج"

منتدى الدوحة يناقش "التعاون الأخضر بين أوروبا والخليج"

10 ديسمبر 2023
يكافح العالم من أجل الاتفاق على مسارات تحول الطاقة (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد خبراء ومسؤولون شاركوا بجلسة "تحول الطاقة: تعزيز التعاون الأخضر بين أوربا والخليج" في منتدى الدوحة، اليوم الأحد، أنّ دول الاتحاد الأوروبي تحوّلت نحو دول الخليج، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، من أجل ضمانات الطاقة، ونسج علاقات استراتيجية بهدف التعاون في الطاقة المتجددة. 

ويكافح العالم من أجل الاتفاق على مسارات تحول الطاقة التي من شأنها أن تحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند مستوى 1.5 درجة مئوية. لكن علاقات الطاقة الأوروبية الخليجية الجديدة، والتي تأسست في أعقاب الحرب في أوكرانيا، "تفتح سبلاً جديدة للتوفيق بين مصالح الطاقة والمناخ".

ويعمل المنتجون الخليجيون على تقييم التحديات والفرص المتاحة لنموهم كاقتصادات تعتمد على الهيدروكربون من خلال العمل على تعزيز التعاون في التحولات السريعة في مجال الطاقة الأوروبية. 

وقال وزير الطاقة والمعادن العُماني، سالم بن ناصر العوفي، إن بلاده أعلنت في نهاية العام الماضي عزمها على أن تصبح محطة أساسية للهيدروجين الأخضر، للاستهلاك المحلي والدولي.

في منتدى الدوحة لفت خلال كلمته إلى توقيع السلطنة، على هامش مؤتمر المناخ "كوب 28" في دبي، عدداً من الاتفاقيات، ومنها اتفاقية دراسة مشتركة مع ميناء أمستردام وشركة "زينيث" لتشغيل محطات الطاقة، و"جاسلوغ"، للتعاون على تطوير ممر للهيدروجين الأخضر السائل، بهدف ربط عُمان بالأسواق العالمية.

وأشار إلى أن المستهدف هو إنتاج نحو 1.25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، إضافة إلى اتفاق لتصدير الهيدروجين السائل، ويشمل "إجراء تقييم مفصل لمتطلبات تطوير مرفق لتكثيف وتخزين وتصدير الهيدروجين في سلطنة عُمان، إضافة إلى توفير سفن متخصصة لنقل الهيدروجين السائل، يجري حالياً تطويرها بواسطة شركة جاسلوغ".

كذلك يهدف الاتفاق بشكل رئيس إلى إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر بين سلطنة عُمان وهولندا، مع شركة "زينيث" للطاقة، كوجهة للاستيراد والتسييل والتوزيع الأمثل للهيدروجين العماني في ميناء أمستردام، ومنها إلى أوروبا.

وأوضح العوفي أنّ بلجيكا كانت هي نقطة الانطلاق نحو أوروبا، واعتبر هولندا محطة مهمة لاحتوائها على ميناء أمستردام، ثم لوكسمبورغ، مشدداً على ضرورة بناء البنية التحتية اللازمة لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا.

وقال وزير خارجية إيطاليا السابق، ومبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الخليج، لويجي دي مايو، خلال الجلسة ذاتها في منتدى الدوحة، إنّ الاتحاد الأوروبي بدأ، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، تسليط الضوء على دول الخليج، كشريك موثوق في مجال إمدادات الطاقة.

وشدد على أنّ الاتحاد يستثمر الآن في تنوع الاقتصاد والطاقة المتجددة، لافتاً إلى وجود العديد من المشاريع يجري تطويرها، إلى جانب تعزيز اتفاقيات التعاون في الطاقة الخضراء.

وأوضح أنّ الاتحاد الأوروبي، في عام 2030 سيستورد نحو 10 ملايين طن من الهيدروجين، معتبراً أنّ التحدي يتعلّق بالمعايير الموحدة لتحديد مفهوم الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق، إضافة إلى البنية التحتية اللازمة.

وأشار إلى أنّ دور دول الخليج مهم في مبادرة "الممر الأخضر" التي أطلقتها مجموعة العشرين أخيراً، ويجري تطبيق هذا الممر من خلال الهيدروجين والطاقة المتجددة.

بدورها، أجملت الرئيسة التنفيذية لمنظمة المرأة في الطاقة الذكية في المملكة المتحدة، إليف كاليك، التحديات التي تواجه "تعزيز التعاون الأخضر بين أوروبا والخليج"، بالبنية التحتية، والتكنولوجيا، والتعليم.

وتُعقد النسخة الـ21 من منتدى الدوحة في العاصمة القطرية، تحت شعار "معاً نحو بناء مستقبل مشترك"، بمشاركة عدد من القادة والوزراء والمسؤولين والأكاديميين والخبراء من مختلف دول العالم، ويستمر يومين.

وتركز جلسات المنتدى على عدد من المحاور أبرزها التنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والذّكاء الاصطناعي وبحث الحلول المحتملة للخلافات الجارية في العالم من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

المساهمون