نمو مذهل للوظائف في أميركا يقلص فرص خفض الفائدة قريباً

نمو مذهل للوظائف في أميركا يقلص فرص خفض الفائدة قريباً

04 فبراير 2024
سوق العمل الساخن في أميركا يهدد بصعود التضخم (Getty)
+ الخط -

سجل الاقتصاد الأميركي نموا مذهلا للوظائف خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، الذي شهد إضافة 353 ألف وظيفة، بما يقرب من ضعف التوقعات، ما يكبح توقعات المستثمرين بخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة في مارس/آذار المقبل.

وكان الاقتصاديون يتوقعون زيادة بمقدار 180 ألف وظيفة في الشهر الماضي، وفقًا لمسح أجرته شركة "LSEG". ووصف توم سيمونز، الاقتصادي الأميركي في مجموعة جيفريز للخدمات المالية، أرقام التوظيف بأنها "مذهلة" جعلته "شبه عاجز عن الكلام".

وقال محللون إن الأرقام أعطت وزناً أكبر لإصرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أنه قد يكون من السابق لأوانه خفض أسعار الفائدة، على الرغم من الانتقادات الموجهة إلى رئيس البنك جيروم باول من قبل المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب.

وبعد نشر البيانات، قلص متداولو العقود الآجلة رهاناتهم على أن البنك الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وتراجعت التوقعات بالخفض إلى نحو 20%، مقارنة بـ 37% قبل التقرير.

وقال سيمونز عن بيانات العمل وفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس السبت: "باستثناء حدوث نوع من الصدمات الخارجية، فإن هذا يزيل احتمال خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل"، مضيفا "التخفيض في مارس سيكون غير وارد".

كما خفض المتداولون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في مايو/أيار أيضا، مما جعل الاحتمالات عند حوالى 88%. وقبل تقرير الوظائف، كان التخفيض في مايو/أيار قد تم تسعيره بالكامل.

وقال ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في بنك سانتاندر، إنه على الرغم من أن رقم الوظائف البالغ 353 ألف وظيفة في يناير/كانون الثاني"مبالغ فيه بسبب الموسمية"، إلا أن البيانات كانت "قوية في جميع المجالات".

وقفزت عوائد سندات الخزانة مع تراجع الأسواق عن توقعاتها بتخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة. وارتفع عائد سندات الخزانة لمدة عامين، والذي يتحرك مع توقعات أسعار الفائدة، بنسبة 0.18% ليصل إلى 4.37%.

وسعى رئيس البنك الفيدرالي، الأسبوع الماضي، إلى تهدئة التكهنات بشأن خفض أسعار الفائدة في مارس/آذار، محذراً من أنها ليست "الحالة الأساسية" للبنك المركزي.

وكانت ميشيل بومان، عضو مجلس محافظي البنك الفيدرالي قد قالت مساء الجمعة، إن سوق العمل الأميركي الساخن أصبح الآن أحد المخاطر "الصعودية" الرئيسية التي تهدد آمال المسؤولين بأن يصل التضخم قريباً إلى هدفهم البالغ 2%.

وأضافت بومان أن "بعض الشركات تواصل الإبلاغ عن زيادات في الأجور أعلى من المتوسط للتعويض عن التضخم".

وفي تسليط الضوء على الخيار المشحون سياسياً الذي يواجه البنك الفيدرالي الأميركي، اتهم ترامب، رئيس البنك يوم الجمعة بالسعي لخفض أسعار الفائدة لتعزيز الفرص الانتخابية للرئيس جو بايدن.

وقال المرشح الجمهوري الأوفر حظاً في إحدى المقابلات: "أعتقد أنه سيفعل شيئاً ربما لمساعدة الديمقراطيين"، مضيفا أنه لن يعيد تعيين رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي.

المساهمون