الموسيقى الروحية العالمية في فاس: "الماء المقدس"

الموسيقى الروحية العالمية في فاس: "الماء المقدس"

06 ابريل 2017
صورة من المهرجان (Getty)
+ الخط -
تستعد مدينة فاس المغربية لاحتضان أضخم فعاليتها الثقافية السنوية، وهي مهرجان "الموسيقى الروحية العالمية" ما بين 12 و20 أيار/ مايو المقبل. وتقام هذه الدورة تحت شعار "الماء المقدس" بتنظيم أمسيات موسيقية فنية وندوات نقاش حول الماء وأهميته، وكذلك عروض سينمائية موزعة بين فضاءات وأماكن ثقافية، تقليدية في المدينة القديمة لفاس. يحتفي المهرجان، هذا العام، بتكريم الفن الصيني الأصيل، عبر تقديم رقصات صينية تعبيرية تتنوع ما بين الأوبرا والرقص والغناء. وأكد رئيس مؤسسة "روح فاس ومهرجان الموسيقى الروحية"، عبد الرفيع زويتن، في بيان للمؤسسة أنّ "شعار هذه الدورة يعود لكون الماء مصدرا للحياة ورمز النقاء في المقدس العالمي، وهي دعوة أيضاً لتقدير واحترام أرضنا وطبيعتنا"، مشيراً إلى أن "الندوات ستركز على رمزية الماء، وحثّ العالم على التصالح مع البيئة والتعبئة من أجل خلق بيئة نظيفة تخدم الأجيال المقبلة".
تجذَّرت فعالية المهرجان على امتداد اثنتين وعشرين سنة ظلّ خلالها يقدم الموسيقى الروحية القادمة من مختلف الثقافات الإسلامية وغير الإسلامية، الأمر الذي جعل منظمة "اليونسكو" تعتبره فرصة ثمينة في مجال التقريب بين الشعوب والتفتح الفكري والفلسفي والديني على "الآخر"، ومكرّساً للقيم العالمية الروحية التي تحتفي بالحرية والاستقلال وتثمين الفكر المغاير ومقاربته، وبفضول العلم والمعرفة.


على لائحة العروض الفنية المجانية وغير المجانية، أُدرجت أسماء لامعة من العالمين العربي والغربي ستشارك في الدورة الـ(23)، وتقدم على مدار ثمانية أيام لوحات فنية مستوحاة من تأملات فلسفية، ومن تبادل المعرفة الروحية والانفتاح على الآخر وتقبل ثقافته.
تنال فضاءات المدينة القديمة حظها السنوي من تنظيم المهرجان الموسيقيّ تعزيزاً لمكانة فاس العلمية، وعودتها لمصاف المدن الحضارية في العالم، ففي باب "الماكينة" سيقام العرض الأول بعنوان "روح على الماء"، وهو عبارة عن ملحمة شعرية وترنيمة للماء مصدر الحياة والإلهام المقدس منذ عصر الفيضانات إلى أساطير العصور القديمة، وسوف يتم خلال هذا العرض الإبحار نحو أصول الإنسانية من خلال الصور والموسيقى والحكايا البيئية، عبر فنانين من الكويت ومصر وفلسطين واليونان وفرنسا وبلجيكا والبرازيل والهند وإيران والصين ومالي.
آلان ويبر، سيقدم عرضه الأول بعنوان "Artistic Direction"، وسيعزف البيانست الفرنسي، مارك فيلا، في حديقة "جنان سبيل" في اليوم الأول من المهرجان. أمّا في اليوم التالي، فيقدم البرازيلي، مارلوي ميراندا، عرضاً فنياً يعكس روح غابات الأمازون ولغة السكان الأصليين، فكلمة "إهو Ihu" تعني الصوت لديهم، أما في رياض "دار بنسودة" ستعزف الصينية ليلينغ يو على "Pipa lute" عزفاً تقليدياً يعبّر عن انسجام الطبيعة المتجسدة في الفلسفة الصينية الأساسية بين الـ"يين” والـ"يانغ". أمّا الحفل الذي سيقدمه الفنانان، عصام كمال وسعيد غويسي، فسينظَّم مجاناً في ساحة "بوجلود" التاريخية.


الصين حاضرة
على لائحة العروض، ستقدّم فرقة صينية لوحة "وو أوبرا تشجيانغ" التي ستعرِّفُ الجمهور بأنَّ أوبرا بكين ليست إلّا أوبرا "وو Wu" التي تعود أصولها إلى مقاطعة تشجيانغ. أمّا في سينما "بوجلود" فسوف يُنظَّم احتفال يكرّم الثقافة البلدية، وتستعرض رقصات من الصعيد المصري بالتنورة التقليدية. ويُعرَض كذلك فيلم "كرنفال الحب في إثيوبيا" من إخراج مارك فيلا وهابريت لاجنتي، يصور فيه "البيانست" مارك فيلا لقاءاته مع أشخاص يسعون نحو حياة أفضل مع بعضهم البعض.
يتضمن البرنامج أيضاً ليالي روحانية صوفية، إذ ستقدم فرقة مغربية من مدينة وزان بقيادة مراد الهاشمي، والفرقة التيجانية، أما مجموعة "إزلان" ستقدم أغاني نسائية مغربية أندلسية وبربرية تفيض بروح جبال الريف وسهول "سوس"، محليا أيضا تقدم فرقة "إينوروز" الأمازيغية، والتي تعني الأمل بالعربية المنحدرة من جهة سوس في المغرب عرضها الموسيقى الممزوج بالأغنية البربرية والرقص والشعر.

خارج الحدود

توليفات موسيقية ممزوجة بموسيقى أخرى عابرة للحدود ستعزف أيضاً خلال الأمسيات، ففي عرض لفرقة "سونغاي" التي تمزج بين تقاليد الغجر الأندلسيين والماندينكا؛ يتعاون فيها ديباتيه توماني والشهيران خوسيه ميغيل وخوان كارمونا اللذان يمثلان "الفلامنكو الجديد"، ومزيج آخر من الأصوات المتناغمة بين الهند وفرنسا ستنفرد بعرض "Beloved Ganges" أما "فنّ البحر" ستقدمه فرقة سلمان العمّاري من الكويت.
من جنوب القارة العجوز يُقدم أيضاً "Arestes e S’Urtzu Pretistu" من سردينيا الإيطالية طقوس قديمة من قرية سورغونو تتعلق بالحياة والموت والولادة بارتداء أقنعة تعبّر عن المعتقدات القديمة. أمّا الإسباني، كلير زالامانسكي، سوف يبوح بواسطة عزفه لأغاني السفارديم ذكريات الغجر مصحوبة بمجموعة أغان يهودية إسبانية الأصل، واستحضار قصة "La Petenera" مغني فلامنكو الغجر وراقص قاديس.
في آخر عروض المهرجان ستغني أيقونة البوب اللبنانية ياسمين حمدان، ويختتم المهرجان بغناء الفنانة ماجدة الرومي. إلى جانب العروض، ينظم "منتدى فاس" ندوات علمية حول أهمية الماء، الندوة الأولى بعنوان "الماء وأبعاده الروحية"، أما في مكتبة القرويين فسينظم نقاش آخر حول "المياه ومتطلبات التنمية المستدامة"، وندوة ثالثة حول "المياه في النظم الإيكولوجية الهشة".


دلالات

المساهمون