لآخر نفس... دراما لبنانية بكلفة بسيطة

"لآخر نفس" لكارين رزق الله... دراما لبنانية رمضانيّة بكلفة بسيطة

01 يونيو 2017
نجح الثنائي كارين رزق الله وبديع أبو شقرا (LBCI)
+ الخط -
أسئلة كثيرة تطرحها مجموعة من الأعمال الدرامية التي اجتاحت الشاشات اللبنانية، في هذا الموسم. ثمة من يعول على الإنتاج اللبناني، لاعتقاده بأنه يمنح الفرص لقيامة الدراما اللبنانية، التي تفتقد الدعم الرسمي، فتعتمد كل الإنتاجات على الممولين أو رجال الأعمال، وبعض الشركات الخجولة.

10 مسلسلات لبنانية، دخلت "بازار" المنافسة الدرامية، وهو ما يعكس المزيد من التفاؤل عند المنتجين، والقنوات التلفزيونية التي باتت تلتزم التزاما موسمياً في كلفة هذا الإنتاج كما هو حال محطة LBCI اللبنانية. كذلك الأمر بالنسبة لمنافستها MTV التي أعلن مديرها العام ميشال المرّ عن انطلاقة واسعة للمساعدة في الإنتاج الدرامي اللبناني، فاتحاً الباب أمام مزيد من التساؤلات، حول نوعية المواضيع والنصوص التي بإمكانه تناولها، خصوصاً أن المحطة، بدأت منذ سنوات، العمل على المساهمة الواضحة في الإنتاج الدرامي كما تفعل "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال" وبعض الشاشات اللبنانية الأخرى.

كل ذلك، لم ينقذ الدراما اللبنانية من بعض "المنغصات" التي يتحمّل مسؤوليتها أحياناً الكاتب أو صاحب السيناريو، وغياب أي رؤية واضحة للخط الدرامي. فيما يتحمّل المسؤولية أحياناً أخرى بعض المخرجين الذين يبتعدون عن روح طرح ومعالجة النص عبر الممثلين، نظراً لقلة الخبرة.

ليس بالإمكان مناقشة موضوع أو أزمة الدراما اللبنانية من الأسبوع الأول للمبارزة الرمضانية، لكن الثقة بدأت تعود لبعض المنتجين، والمشاهدين عبر هذا الكم من الإنتاجات التي تجتاح المحطات اللبنانية: لعله الهروب إلى الأمام، على الرغم من تقليص المنتجين من عدد المسلسلات أو تقليل الميزانية الخاصة بالأعمال الدرامية التي يقدمونها، والاتجاه إلى المحلي، وليس إلى ما يسمى بالعربي المشترك. وهذا ربما هو ما سيحمل الدراما اللبنانية فقط إلى منفذ آخر، لعله يستجيب لطموحات صنّاع كل هذا الإنتاج.

من المسلسلات اللبنانية التي تُعرض حالياً على شاشة MTV اللبنانية مسلسل "لآخر نفس" نص كارين رزق الله، وإخراج أسد فولادكار. وهو من بطولة رزق الله وبديع أبو شقرا ورودني حداد... وقياسًا إلى الإنتاجات اللبنانية، بدا واضحاً أنه مسلسل خفيف (لايت)، كل هدفه هو تعرية بعض العادات، أو الادعاءات التي تسكن بعض الأُسر، والبيوت المغلقة.




محاولة هروب من كارين رزق الله، إلى مشكلة تهدد "المؤسسة" الزوجية، وتفتح الباب لنقاش طويل حول الوقت، واهتمامات المتزوجين والمشاكل التي تترتب عن الروتين الزوجي، والمواقف تجاه الأبناء، من اي ردة فعل قد تنسف هذه المؤسسة وتؤدي إلى الانفصال.

يقول المخرج، أسد فولادكار، في حديث خاص مع "العربي الجديد": "هذه تجربتي الأولى في المسلسلات اللبنانية، عملت من قبل في السينما، وفي الدراما المصرية، وما لفتني تحديداً في "لآخر نفس" هو النص بداية، لأنه يطرح مجموعة من المشاكل الحقيقية بطريقة بسيطة جداً.
كارين رزق الله لم تدخل في الوعظ ولا في المثاليات، بل نقلت صوراً قد تحصل مع أي إنسان. سيناريو يطرح مجموعة من التساؤلات بعد 13 عاماً من الزواج، والتفاهم والإنجاب، أسئلة كثيرة، بين الصواب والخطأ، وهذا ما شدني للمشاركة كمخرج في هذا المسلسل".





وعن الإنتاج، والمعاناة التي لم يجد لها المنتجون اللبنانيون حلاً جذريًا بعد سنوات، يُتابع فولادكار، "نعم هناك حدود لميزانية أي مسلسل، حاولنا التكيف مع هذا النمط المُتبع في الدراما اللبنانية، وهو ما لا يقتصر على "لآخر نفس". وكان علينا أن نتنازل مرات، وأن نطلب مرات أخرى، كان من المفترض أن نصور بعض المشاهد في دُبي، لكن الشركة المنتجة أخبرتنا أن ذلك لم يدخل في الميزانية المخصصة، وبعد إصرارنا على ذلك، غادرنا إلى دبي وقمنا بعملنا وهذا برأيي جيد جداً للدراما اللبنانية، التي أتمنى أن تجد طريقاً ورواجاً ليس في لبنان فقط، وعلى نطاق ضيق، بل ان تُصبح مطلوبة في الدول العربية على غرار الإنتاجات الأخرى".

ويؤكد الممثل بديع أبو شقرا، لـ"العربي الجديد"، أن دوره "ممتع" في المسلسل، "أحببت شخصيتي، لأنها تلامس الواقع بكل تفاصيله. أنا ممثل أحب أن تكون معظم أدواري واقعية، بعيدة جداً عن عالم الخيال. "لآخر نفس" يلعب على العواطف، أحب المسلسلات أو الأعمال المصورة التي يتناولها الناس من مختلف الأعمار بطريقة عادية، يعني أن تكون حديث الناس في اليوم التالي من عرض الحلقة فهذا جيد. لا تشويق بالمعنى التسويقي للمسلسل على العكس تماماً، قيام الفكرة على العاطفة بدا واضحاً من خلال القصة والسيناريو والحوار". وحول تعاونه مع المخرج أسد فولادكار، يقول أبو شقرا، كان جيداً أن يشاركنا اسد في هذا العمل، وفق منظاره ورؤيته الواضحة، أسد فولادكار ليس مخرجاً منفذاً فقط، على العكس يضع من جهده وروحه في تنفيذ مشاهد هذا العمل وهذا ما يريده الممثل لتخرج الصورة أو المشاهد بشكل متكامل. ويقول أبو شقرا، نحن أمام المخرج عراة من الداخل، ونحاول في كل مرة أن نظهر الحقيقة كما هي دون تكلفة وهذا ما هو واضح في المسلسل من الحلقات الاولى التي عُرضت، ومن ردود الفعل التي لمسناها من قبل المتابعين".

دلالات

المساهمون