أفلام طلابية قصيرة تجسد واقع الفلسطينيين في غزة
نجحت الطالبة الفلسطينية سيرين أبوعمشة في تجسيد معاني التحدي والصمود، من خلال فيلم "إلى النور" الذي تولّت إخراجه، ويتناول قصة شاب تغلّب على إعاقته البصرية، عبر حفظ القرآن الكريم وتكوين فرقة للمديح النبوي.
إلى جانب أبوعمشة، يشارك نحو 42 من طلاب وطالبات كلية الإعلام في جامعة الأقصى في غزة في ترجمة الواقع المعيشي في القطاع من مختلف جوانبه، عبر أفلام عرضت في النسخة الثالثة من مهرجان بيدي للأفلام القصيرة الذي نظم اليوم الأحد، وتضمن محور "من غزة"، في المركز الثقافي الاجتماعي الأرثوذكسي العربي، غربي المدينة.
وتقول سيرين أبو عمشة، لـ"العربي الجديد"، إن فيلمها "يُعبر عن قوة التحدي والصمود وعدم الاستسلام في وجه القيود والتحديات بمختلف أنواعها".
وذهبت العديد من الأفلام المشاركة إلى مناقشة التحديات التي تفرضها الحروب المتتالية على قِطاع غزة، والتحدي الأكبر المتمثل في قصف البيوت السكنية الآمنة، كما حصل مع بيت عائلة نبهان في جولة التصعيد الأخيرة، خلال مايو/أيار الماضي، والذي ضم عدداً من الأشخاص ذوي الإعاقة. إذ نقل فيلم "بين الركام"، للمخرج الفلسطيني يامن عويضة الذي حصد المرتبة الأولى في المهرجان، كيف مرت الدقائق الأولى للاستهدف، واللحظات الموجعة لتلقي العائلة نبأ قصف منزلها ومواجهتها لمصيرها الصعب فيما بعد.
وناقش فيلم "عوائل منسية" الذي أخرجته الطالبة رفيقة الحلبي قصة العائلات الفلسطينية التي تقطن في المناطق النائية والمهمشة وصعوبة الحياة فيها. فيما صَوَّر فيلم "الحكاية"، للطالب الفلسطيني عبد الكريم خضورة، حياة شاب كفيف يدرس الإعلام ويُقدم البرامج الإذاعية، إلى جانب مشاركته في العديد من الأنشطة الرياضية.
أما فيلم "ملح التُراث"، وهو من إخراج الطالبة غادة المدلل، فقد تناول قصة امرأة فلسطينية تشتهر بطبخ الأكلات الفلسطينية، واستضافتها للناس والوفود الأجنبية لتعريفهم بتلك الأكلات، على اعتبار أنها لون من ألوان التُراث الفلسطيني.
وعكس فيلم "بنت البحر"، للطالبة صابرين أبودقة، حياة صيادة فلسطينية وصعوبة الأوضاع التي يمر بها هذا القطاع، بفعل الحصار الإسرائيلي، وتقليص مساحات الصيد، وملاحقة الصيادين، وإطلاق النار عليهم بشكل مباشِر.
وتجسدت قصة حياة الصحافي الشهيد ياسر مرتجى عبر فيلم "ياسر" من إخراج سلوى خريس، بينما عكس فيلم "عدسة المخيم"، وهو من إخراج الطالب بهاء الدين أبو القرع، تفاصيل الحياة اليومية في المخيمات الفلسطينية. وصَوّر فيلم "غزة مدينة الحب والحرب"، للمخرجة ريهام جحجوح، الصراع المتواصل، وحالة التناقض بين لحظات الحرب ولحظات الأمان والاستقرار.
وأشار رئيس المهرجان، محمد أبو زايد، إلى أن الأفلام المشاركة العام الماضي ناقشت موضوع المُخيم وتفاصيل الحياة فيه، بينما تسلط هذا العام، من خلال ثيمة "من غزة"، الضوء على كافة القضايا المجتمعية، والتحديات والقصص المرتبطة بغزة وأهلها، خاصة في ظل تواصل التحديات المتمثلة في الحروب، وجولات التصعيد، علاوة على تواصل الحصار الإسرائيلي منذ 17 عاماً، إلى جانب المُحاولة المتواصلة لـ"تثبيت الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة".
