إدمون ساسين: مسؤوليات العمل الميداني كثيرة

إدمون ساسين (فيسبوك)
08 أكتوبر 2020
+ الخط -

تمكّن المراسل اللبناني في قناة LBCI اللبنانية إدمون ساسين، من خلق مساحةٍ خاصة به، جعلت اسمه متداولاً بكثرة في السنوات الأخيرة، بسبب أدائه في التغطيات المباشرة، إن كان خلال انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أو خلال تغطية تبعات انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي، وغيرها من الأحداث. 14 عاماً قضاها ساسين حتى الساعة، في التغطيات الميدانية بين قناة OTV، ومن ثم LBCI. وتنقلّ خلالها من لبنان إلى العراق وغيرهما من الدول العربية كما الأجنبية وآخرها أذربيجان، وكانت أغلبها محمّلة بالمخاطر والتحديات.
في حديثه مع "العربي الجديد"، يبدأ بالحديث عن نجاته مع عدد من الإعلاميين من الموت في إقليم ناغورنو كاراباخ، الأسبوع الماضي، حين تعرّضوا لقصفٍ مكثَّف بالصواريخ. يقول: "السلطات في كاراباخ كانت حريصة على سلامة المراسلين والمصوّرين، وأطلعتنا بشكل مستمرّ على المسارات الآمنة لنسلكها. وقبل أن نصل إلى منطقة مارتوني، التي لم تكن تشهد معارك أو اشتباكات يومها، قمنا بجولة على المنازل التي تضرّرت في أوقاتٍ سابقة، إلى أن بدأ القصف تباعاً قربنا".


ويضيف ساسين، الذي سبقَ أن قام بتغطيات في الإقليم سواء لتحقيقات صوّرها أو اشتباكات في تواريخ سابقة: "كنّا نسير بشكلٍ طبيعيٍّ، من الممكن أن يكونوا قد رصدوا حركة داخل البلدة عبر الدرون، فانطلقت الراجمات، وبدأنا نهرب والشظايا تمرّ قربنا، حتى وصلنا الى ممرٍّ طويلٍ شمله القصف أيضاً، ومنه انتقلنا إلى ملجأ اختبأنا في داخله".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Martouni/karabagh

A post shared by Edmond Sassine (@edmond.sassine) on


لكن قبل رحلته هذه، كان ساسين قد تعرّض لإصابات مختلفة أثناء تغطيته للاحتجاجات في الشوارع اللبنانية، وإحدى هذه الإصابات كانت في رأسه، وقد سمع صوته على الهواء وهو يطلب من المصوّر إبعاد الكاميرا عنه مكملاً رسالته المباشرة. حول هذا الحادث، يقول: "يومها، شعرت بأنني استطيع إكمال رسالتي على الهواء، ولا معوقات جسدية تحول دون ذلك، ومهنياً، كنت قادراً على الاستمرار، إذ لا أريد أن أتحوّل إلى حدثٍ، من هنا طلبت إبعاد الكاميرا". ويضيف "عندما أصبت في مرة سابقة في بيروت، تمنيت لو لم يتم تصويري بهدف عدم إخافة عائلتي".
وما يطبّقه ساسين على نفسه ينسحب على تغطياته المهنية، فيعدّد بعض الحدود التي يضعها لنفسه "عدم استصراح والدة تجلس بجانب نعشِ ابنها منعاً للتوظيف السياسي، هنا أفضّل الانسحاب، لأنّ الموضوع ليس بـ(سكوب)، وتفادي تصوير جريح عن قرب أو أي متضرّر سواء بانفجار أو حادث أو اشتباك وغير ذلك، من دون طلب الإذن وسؤاله احتراماً لخصوصيته. وعند سقوط ضحايا، ولو كنت من الأوائل على الأرض، لا أذكر الأسماء قبل أن يصار إلى إبلاغ أهلهم رسمياً...". ويضيف: "في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، وعند لحظة حصول الانفجار في مرفأ بيروت، حيث كان الوضع هستيرياً في المناطق المحيطة به ولا أحد يعلم حقيقة ما حدث، طلبت من زميلي الإعلامي يزبك وهبة أن يعلّق على المشهد من داخل الاستديو، واقتربت من الناس خارج كادر الكاميرا لسؤالهم عما إذا كانوا يريدون التعليق أو التحدث مباشرة على الهواء، وتبعاً للإجابة كنت أتصرّف". ويضيف "من المبادئ والقواعد المهنية التي تضعها المؤسسة اللبنانية للإرسال وأتشدد بها أيضاً، عدم نقل خطابات تبث الكراهية والتفرقة والتمييز، إذ من شأنها أن تؤجج الوضع أكثر بين مجموعات سياسية وغير سياسية، وخصوصاً في أحياء متداخلة وأوقات أو ظروف دقيقة، واعتماد معيار أساسي في نقل الحقيقة كاملةً من دون توسيع رقعة التوتر والعنف".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ويلفت مراسل المؤسسة اللبنانية للإرسال إلى أنّ مسؤولية العمل الميداني كبيرة وتحتاج إلى خبرةٍ، ويجب أن تتوافر التجارب عند كل مراسلٍ، بحيث يتكيّف مع التغطية ويدرك جيداً طبيعة النقطة حيث ينقل الحدث، أي المنطقة وخصوصيتها، مثل عين الرمانة ـ الشياح في بيروت التي كانت خط التماس خلال الحرب الاهلية، وتاريخية الصراع بين أي مجموعتين. ويؤكد ساسين، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه المعايير "نحرص على اعتمادها في كل التغطيات، وخصوصاً منذ تظاهرات 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وحتى اليوم، بشكل نخفف فيه من وقعِ أي توتّر من شأنه أن يحمل ردود فعل كثيرة، سواء في الشارع أو عند المشاهدين، مثل تفادي إجراء مقابلات مع أشخاص غاضبين خلال التغطية الميدانية قد ترتدّ إلى الساحة بشكل عام، علماً أنّ الأمر ليس بهذه السهولة على مختلف وسائل الإعلام، وبالتحديد عندما تكون التغطية طويلة زمنياً، وعلينا كما يُقال تعبئة الهواء". ويرى ساسين أنّ الانتقال من الميدان إلى الاستديو ليعمل كمذيع بدلاً من مراسل كما حصل مع كثيرين، غير وارد الآن، "لكن قد يكون جزءاً من عملي، وسبق أن قدمت حلقات ضمن برنامج لمكافحة الفساد، وأتمنى التفرّغ لبرنامج في هذا الإطار، يكون استقصائياً وخارج الإطار التقليدي لـ(توك شو)". ويذكر أنه انضم أخيراً لـ"تلفزيون الثورة" في "السلطة الرابعة" للإضاءة على ملفات الفساد المتجذر في لبنان، ومتابعة قضايا الناس وإعداد تقارير ستبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

في اليوم الثامن والعشرين من التغطية المستمرة.

A post shared by Edmond Sassine (@edmond.sassine) on

المساهمون