اختطاف صحافي وإغلاق قناة تذيع برنامجه في العراق

اختطاف صحافي وإغلاق قناة تذيع برنامجه في العراق

05 أكتوبر 2023
كان الذبحاوي قد انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (فيسبوك)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، لا معلومات عن مصير الصحافي اختطاف ومقدم البرامج السياسية في العراق علي الذبحاوي الذي اختطف واقتيد إلى مكان مجهول، بعدما انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عبر البرنامج الذي يقدمه على قناة "البغدادية".

وتسبب هذا الانتقاد في تظاهرات لأنصار الصدر خرجت للمطالبة بإغلاق قناة "البغدادية".

و"البغدادية" قناو فضائية محلية معروفة بخطابها المعارض للحكومات والأحزاب العراقية، والشبيه بخطاب المتظاهرين والمحتجين والحراك المدني الشعبي. 

ووفقاً لـ"البغدادية"، فإن "مجموعة مكونة من 20 مسلحاً قامت باختطاف مقدم برنامج استوديو التاسعة، الدكتور علي الذبحاوي، من داره، واقتادته إلى مكان مجهول". 

وحمّّلت القناة مليشيا "سرايا السلام"، التابعة للصدر، مسؤولية اختطاف الذبحاوي وسلامته. 

وسرايا السلام مليشيا يقودها الصدر، وتظاهر عدد من عناصرها مساء أمس الأول الثلاثاء الماضي، في شارع أبو نواس وسط العاصمة بغداد، حيث مقر القناة، وحاولوا اقتحامها، إلا أن قوات الأمن منعتهم.

وطالب المحتجون بالاعتذار وغلق القناة. ولم تقدم "البغدادية" اعتذاراً لأنصار الصدر، فيما أغلقتها هيئة الإعلام والاتصالات بحجّة عدم امتلاكها الموافقات.

وفي الحلقة التي تسببت في الأزمة، انتقد الذبحاوي مقتدى الصدر وعدم جدوى حملات الإصلاح التي يطلقها، وقال إنها لم يظهر منها شيء على أرض الواقع. وجاء ذلك في إطار الحديث عن واقع التربية والتعليم، وتحديداً المدارس المتردية في العراق، ثم ربطه بزعيم التيار الصدري، محملاً إياه مسؤولية جزئية عن هذا التردي، ساخراً في الوقت نفسه من حملة تنظيف شارك فيها الصدر سابقاً في إحدى المدارس. 

وقبل أسبوعين، اعتقل مقدم البرامج في البغدادية، علي الخيال، بعد اتهامه بتمجيد حزب البعث، الذي حكم العراق قبل عام 2003، إلا أن محكمة الرصافة في بغداد أفرجت عنه بكفالة مالية.

وكتب الخيال على منصة إكس (تويتر سابقاً)، على إثر تظاهرات الصدريين أمام بوابة قناة "البغدادية": "قسماً لولا الأمن الوطني لما خرج أحد من كوادرنا حياً، ماذا فعلنا؟ قتلنا الشعب في عاشوراء أم كنا سارقين لقوت الشعب وأمواله؟! أين حق التقاضي والركون للقانون؟! ماذا لو كنتم تديرون الدولة؟".

وأدانت الحادثة مجموعة من المنظمات والمراصد الصحافية، من بينها مركز المستقبل للسياسات الذي أصدر بياناً جاء فيه: "تابعنا بقلق مجريات خطف الصحافي علي الذبحاوي من قبل جماعات خارجة عن القانون. ندين بشدة هذا الإرهاب الرخيص المتقصد للصحافيين والإعلاميين".

وسبق أن تعرضت مؤسسات إعلامية وصحافيون إلى تهديدات من قبل المليشيات الموالية لإيران والفصائل المسلحة التي تحمي أحزاباً سياسية معينة، من بينها التيار الصدري، إضافة إلى مليشيات شُكّلت خلال الأعوام القليلة الماضية، مثل جبهة أبو جداحة وربع الله وولد الشايب، وهي جماعات مسلحة مرتبطة بفصائل معروفة.

وقد اقتحمت هذه العناصر مؤسسات إعلامية أكثر من مرة، من بينها قنوات "يو تيفي" و"دجلة"، وهددت باقتحام قناة العراقية الرسمية أيضاً، بسبب انتقادات عادة ما يطلقها ضيوف النشرات الإخبارية أو البرامج السياسية.

المساهمون