ارتفاع مخاطر الفيضانات وسط نمو سكاني في المناطق المهددة

ارتفاع مخاطر الفيضانات وسط نمو سكاني في المناطق المهددة

13 اغسطس 2021
تعد المناطق الأكثر تضرراً هي جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا (Getty)
+ الخط -

أشارت نتائج دراسة جديدة إلى تزايد عدد السكان في المناطق المعرّضة للفيضانات، بمعدل أكبر من المناطق الأخرى. وتكشف ملاحظات الأقمار الصناعية أن نسبة سكان العالم المعرضين للفيضانات قد زادت بمقدار الربع تقريباً، منذ مطلع القرن الحالي، أي أعلى بعشر مرات من التقديرات السابقة.

وطبقاً للدراسة التي نشرت في الرابع من الشهر الحالي، في دورية "نيتشر"، من المقرر أن يستمر هذا النمو في الارتفاع بحلول عام 2030. إذ انتقل ما بين 58 مليون و86 مليون شخص إلى مناطق الفيضانات المرصودة بين عامي 2000 و2015، ما يمثل زيادة بنسبة 20 إلى 24 في المائة في نسبة السكان المعرضين للفيضانات. كما غمرت المياه 2.23 مليون كيلومتر مربع، أي قرابة 861 ألف ميل مربع، بين عامي 2000 و2018، ما أثر على ما بين 255 مليون و290 مليون شخص.

وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة، بيت تيلمان، أستاذة الجغرافيا المساعدة في جامعة أريزونا الأميركية، إنه بحلول عام 2030، سيضيف التغير المناخي والديموغرافي 25 دولة جديدة إلى 32 دولة تعاني بالفعل من الفيضانات المتزايدة، حسب تقديرات الباحثين. وعلى الرغم من التسبب في أقل من 2 في المائة من الفيضانات، إلا أن انهيارات السدود كانت لها أعلى نسبة زيادة (177 في المائة) في نسبة السكان المعرضين للخطر.

وأضافت تيلمان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن النمو السكاني في المناطق التي غمرتها الفيضانات، مدفوع بانتقال الناس إلى المناطق المعرضة للفيضانات والتنمية الاقتصادية في تلك المناطق. وقد حدث ما يقرب من 90 في المائة من حوادث الفيضانات في جنوب وجنوب شرق آسيا.

استخدمت الدراسات السابقة نماذج لتقدير التعرض للفيضانات، لكن في الدراسة الحالية استخدم الباحثون الأقمار الصناعية لمراقبة التعرض للفيضانات. وكشفت الدراسة أن النمو في نسبة السكان المعرضين للفيضانات أعلى بـ 10 مرات (حتى 24 في المائة) من الدراسات السابقة (التي قدرت بحدود 2 في المائة). وكشفت بيانات الأقمار الصناعية عن زيادات لم يتم تحديدها من قبل في التعرض للفيضانات في جنوب آسيا وجنوب أميركا اللاتينية والشرق الأوسط.

استخدمت الدراسات السابقة نماذج لتقدير التعرض للفيضانات. هنا، نستخدم الأقمار الصناعية لمراقبة التعرض للفيضانات. عندما نستخدم الملاحظات، نجد أن النمو في نسبة السكان المعرضين للفيضانات أعلى بـ 10 مرات (حتى 24 في المائة) من الدراسات السابقة (التي قدرت بحدود 2 في المائة).

وأشارت الباحثة إلى أنه يمكن استخدام البيانات الواردة في هذه الدراسة، لتحديد مواقع زيادة نسبة السكان المعرضين للفيضانات، للاستثمار في قوانين تقسيم المناطق الجيدة، حيث لا يحدث التطوير في السهول الفيضية، ويعرّض الناس والبنية التحتية للخطر، فضلا عن التأكد من وجود أنظمة إنذار مبكر، أو بروتوكولات إخلاء أو تأمين ضد الفيضانات في الأماكن التي يتركز فيها السكان المعرضون للفيضانات.

إصلاح السدود والدفاعات ضد الفيضانات لضمان عدم انهيارها، وتعريض ملايين الأشخاص للخطر؛ يمكن للسدود التي تعمل بشكل جيد أن تحمي الملايين من الناس. ولكن في بلدان مثل الولايات المتحدة، لا يتم الاحتفاظ بما لا يقل عن 1600 سد، ما يشكل مخاطر جسيمة.

تعد المناطق الأكثر تضرراً هي جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا (جنوب الصحراء). في المنطقة العربية، أظهرت الدراسة الكثير من التباين مع بعض البلدان المعرضة لمخاطر عالية بسبب الفيضانات. إذ أظهرت الدراسة أن بلدانا مثل العراق وسورية والأردن وتونس والجزائر وموريتانيا والصومال والمغرب تحتوي على نسب متزايدة من السكان المعرضين للفيضانات. وتتوقع الدراسة أن يكون السودان أكثر البلدان العربية تعرضا للفيضانات في المستقبل.

يمكن استخدام البيانات التي أوردتها الدراسة لمعايرة نماذج الفيضانات بشكل أفضل حتى يمكن تحسين تنبؤاتها. ويأمل الفريق معد الدراسة في أن تساعد الأدلة على ارتفاع مخاطر الفيضانات المقدمة في هذه الدراسة في تشكيل قرارات التكيف الحاسمة لمواجهة الفيضانات، مثل تحفيز الانتقال إلى مناطق أخرى أكثر أمانا.

المساهمون